للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هذه الملاحظات يظهر أن هذا التاريخ هو تاريخ النقل لكن تحرير التاريخ على الرخامة بهذه العبارات أضاع قضية تاريخية يقام لها ويقعد. فقبح الله الجهل وأباد أهله وذوي قرباه. وبما أن هذه القضية التاريخية تهم الكثير من المسلمين ما لا مزيد عليه راجعت كل ما لدي مكن كتب التراجم والتواريخ فلم أعثر على رجل من العلماء المعروفين توفي في بغداد بهذا الاسم وفي اليوم والسنة المذكورين فويق هذا. فأرجو ممن له إطلاع على هذه الحادثة التاريخية أن ينشرها على صفحات إحدى المجلات أو الجرائد العراقية

إظهارا للحقيقة وإزالة للشك الحاصل في صاحب هذا القبر المذكور ليقام له بالواجب حسب قدره إذ أداء أمور الاحترام حتم على الرجال الكرام.

بغداد: عبد الحميد عبادة

(لغة العرب) في كتاب تراجم الوجوه والأعيان المدفونين في بغداد وما يليها من البلدان للبندنيجي ص ١٦٩ من نسختنا الخطية ما نصه: (توفي (أحمد بن حنبل) في بغداد ودفن بمقبرة باب حرب على بعد فرسخ من بغداد في الجانب الغربي منها، وكان قبره فيها مشهورا يزار، ثم بمرور الأزمنة ومضي القرون أخذت دجلة مرقده وغمرته، فصار لا يرى له أثر ولا طلل) اهـ.

إذ ما: اسم لا حرف

من الغريب أن تعد (إذ ما) (حرفا) وهي اسم لا شك فيه، إذ لو جردناها من (ما) الزائدة لما بقي شك في أنها اسم من ظروف الزمان. فما الذي مسخها إذن؟ فإن كان الماسخ (ما) فالقول بذلك مردود لأن (ما) دخلت على (إذ) كما دخلت على (حيث وكيف وأين) التي بقيت محافظة على أسميتها ولم تتقمص روح الحروف فالخلاصة أن (إذ ما) ظرف زمان ومن رام غير هذا فليدل بحجته فقد كفانا ما مضى من الفوضى. قال الشاعر:

وإنك (إذ ما) تأت ما أنت آمر ... به تلف من إياه تأمر آتيا

والقارئ البصير المنصف يرى (الظرفية) فيها ظاهرة سجحاء

مصطفى جواد

<<  <  ج: ص:  >  >>