للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وساروا للرقي بكل نهج ... فأمسى الجهل عندهم وئيدا

ولكن لم يزالوا في تعاد ... مع الأحرار فاغتالوا الوحيدا

وباستعمارهم أوهوا بلادا ... لمن قد ود أن يحيا سعيدا

قد اتخذوا العلوم وسيل فتك ... بمعتزلين ما داموا رقودا

ولو رنت العلوم إلى مناهم ... لولت عن مفاهمهم بعيدا

ولو ساءلت أهل الأرض حينا ... عن استعبادهم أمدا مديدا

لقالوا: ويلنا من ظلم قوم ... أرونا العيش مكروها مكيدا

إذا قلنا: دعونا نسترح من ... قيود أحكموا فينا القيودا

عتيدا من مرافقنا انتقوه ... ولما يصلحوا عيبا عتيدا

وقد ساروا على نهج ذميم ... فأما طولبوا صدوا صدودا

قيام أن أرادوا سلب شيء ... وعن إصلاحنا ظلوا قعودا

فدع أقوالهم إذ تلك بحر ... من الإيهام يورثنا الجمودا

عهودا أو وعودا أو قيودا ... نرى أم كان ثورتهم مودا؟

حياة أم ممات أم سبات ... تلاقينا فتجعلنا همودا؟

الكاظمية: مصطفى جواد

(لغة العرب) كل من يطالع مقالات الأستاذ مصطفى أفندي جواد يحكم بأنه راسخ القدم في القواعد العربية وقابض على أعنتها بنوع يدهش من يقف على كلامه المتين المنقح. وكذا يقال عن حسن نظره في النقد إذ يراه كل فاضل بعيداً عن الطعن بآداب المنتقد الشخصية ولا يتعرض إلاّ لما يقول. وما كنا نظن أن ممالئنا في تحرير هذه المجلة يتقن الشعر من جهة الخيال. فجاءت هذه القصيدة العامرة الأبيات تشهد له بعلو الكعب في الضرب على أوتار العود العربي فنحن نهنئه بهذا الفوز العظيم ونتوقع أن يتحفنا بمثل هذه القصيدة العصرية الدالة على شعر وشعور عاليين، ونرجو منه أن لا يترك ما كان يجود به علينا من قريحة نثره المسبوك في قالب البلاغة المنيعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>