للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استعمالها فلم أجدها تفضل على كلمة (سماوة) لا من جهة دقة المعنى ومطابقته للمراد من كلمة ولا من جهة رشاقة اللفظ وعذوبته. ولذا عولت على اختيار كلمة (السماوة) فذكرتها في جملة (الكلمات الجديدة) التي أشير على الكتاب والمحررين باستعمالها في كتاباتهم وأنشر هذه (الكلمات الجديدة) في جريدة (ألف باء). وقد قلت عند الكلام على (سماوة) ما نصه:

(أستحسن بعض الفضلاء أن نستعمل كلمة (سمامة) للصورة الكاملة: ففي كتب اللغة أن

(السمامة) تطلق على شخص الرجل بتمامه إذ يقال (فلان بهي السمامة. ظاهر الوسامة) كما نقول بهي الطلعة. ولا نريد إلا شخصه كله أما الصورة النصفية فنستعمل لها كلمة (سماوة) بالواو: ففي كتاب الأماني لأبي علي القالي (جزء ١ ص ٢٥) أنه يقال لا على شخص الإنسان (السماوة). وفي القاموس وشرحه: (سماوة كل شيء شخصه العالي اهـ).

هذا ما قلته استنادا إلى نصوص علماء اللغة. وعباراتهم واضحة جلية تشف عن المعنى الذي نريده لكلمة كما يشف البلور الصافي عما أشتمل عليه. أما عبارات علماء اللغة في تفسير كلمة (المذمر) فلا تشف عن المعنى الذي نريده لكلمة إلاّ بتكلف: ففي القاموس وشرحه أن المذمر كمعظم القفا. وقيل المذمر أسم لعظمين في أصل القفا. وهذان العظمان كما يسميان (المذمر) يسميان أيضا (الذفرى وقيل (المذمر هو الكاهل. وقد جمع الأصمعي بين هذه المعاني في تفسير (المذمر) فقال المذمر الكاهل والعنق وما حوله إلى (الذفرى) و (الذفري) كما مر هي العظمان في أصل القفا أو العظم خلف الأذن.

وإنما سمي هذا المكان ن القفا (مذمرا) بفتح الميم المشدودة لتعلق فعل (التذمير) به. و (التذمير) أن يدخل الرجل (المذمر) بكسر الميم المشدودة (والمذمر للإبل كالقابلة للناس) - يده في حياء الناقة فيلمس مذمر جنينها الذي في بطنها (أي يلمس قفاه أو العظمين اللذين في قفاه أو العظم الناتئ خلف أذنه أو كاهله) - فيعلم إذ ذاك أن كان جنين الناقة ذكرا أو أنثى.

وقال بعضهم في تفسير (التذمير) هو أن (المذمر يلمس المذمر أي لحيي الجنين: فإن كانا غليظين كان الجنين فحلا. وإن كانا رقيقين كان ناقة. وهذا التفسير زادنا في معاني (المذمر) أن يكون بمعنى (اللحي) وهو عظم الفك.

<<  <  ج: ص:  >  >>