للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ج - كذبة نيسان ويسميها الإفرنج أي سمكة نيسان كذب اعتاده بعض المازحين ليخدعوا به السذج أو البله فإذا خدع قيل له (سمكة نيسان). ولم يتفق العلماء على تعيين أصلها. فمن قائل أنها ابتدأت في أواخر المائة السادسة عشرة للمسيح في حين انقطاع رأس السنة من أن تكون في أول نيسان لأنها كانت تبتدئ في هذا الشهر في الأزمن السابقة فاتفق أن ملك فرنسة وكان يومئذ شارل التاسع يقيم في قصر روسليون في دوفينة من أعمال فرنسية في سنة ١٥٦٤ وأصدر مرسوما يقول فيه أنه ينقل رأس السنة الميلادية إلى شهر يناير (ك٢) بدلا من أول نيسان (أبريل) ولما وقع هذا التغيير لم تعط هدايا العيد إلاّ في اليوم الأول من رأس السنة المحولة ولم يبق في أول نيسان إلا تبادل التهانئ تهانئ المزاح - للذين بقوا محافظين على رأس السنة القديم واستصعبوا بدءها في أول يناير (ك٢) -، بل زادوا الطين بلة أنهم أخذوا يشيرون إلى عقليتهم التي لم تنطو على التغيير الجديد بأن يهدوا إليهم هدايا فارغة أو بأن يرسلوا إليهم رسلا كذبة. ولما كان هذا المزاج يقع في شهر نيسان (أبريل) وفي هذا الشهر تنتقل الشمس من برج السمك سمى الإفرنج هذه الكذبة بسمكة نيسان (أبريل).

والإنكليز يسمون كذبة نيسان يوم أحمق نيسان وعادة إرسال أناس لقضاء أمور تافهة أو لحمل هدايا فارغة معروفة في ربوع أوربة كلها وقد امتدت إلى أميركة وأسترالية وغلى جميع الديار التي دخلها الإفرنج وتكاد تكون في أصقاع الشرق كله، ولا سيما البلاد التي يكثر فيها الغربيون.

ومن الآراء في أصل هذه العادة المكروهة أن الإفرنج أخذوها من عيد هومي في الهند وفي ذلك اليوم يباح الكذب المحتفلون وقيل هي ذكرى لإرسال هيرودس المسيح إلى بلاطس وهذا إلى قيافا. وهناك غير هذه الآراء وكلها لا تقوم قيام الرأي الأول الذي أثبتناه في رأس الجواب. وقد ألقي هذا السؤال على جرائد ومجلات عربية مختلفة في سورية وديار مصر وكلها أجابت أجوبة ناقلة إياها من كتب الإفرنج إذ العادة إفرنجية: أما سلفنا فأنهم كانوا يجهلونها. والرأي الذي أوردناه لم تذكره صحيفة من صحفنا المذكورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>