للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغداد، وسبب تعرضنا لذكر شريعة المربعة فضلا عن وجود القبر الذي في بستان اكريبوز هو لقول ياقوت أيضا أن الدار المربعة هي بدار الخلافة فيمكن أن تكون هذه الدار آخر دور الخلافة وأن دار ابن الجوزي كانت باتصال منها فالقول أن بستان اكريبوز كان دار ابن الجوزي حري بأن يؤخذ بنظر الاعتبار ولكن - على ما أظن - يجب ألا يتجاوز ذلك حتى يقوم برهان ليؤيده.

ومما ذكره عبادة حديقة نسبها إلى عبد الجبار غلام وكانت صفته فيها صفة مستأجر. والأحرى في مثل هذه المواضيع أن يذكر الملك باسم مالكه لأن المالك - على الغالب - يكون قابضا على زمام الملك مدة أطول من مدة الإيجار ولا سيما إذا كان الملك وقفا فإن اسمه يعمر دهرا. وإرجاع نسبة الملك إلى مالكه يفيد الخلف على تعيين المواضع، هذا وإن اشتهرت هذه الحديقة في عهدنا وقتا بعبد الجبار غلام أما الآن فلا أحد يعرفها بهذا الاسم.

والذي اعرفه عنها أنها وقف للكيلانيين أو للنقباء منهم. وهي اليوم عرصة خالية وجبهتها على الشارع العام طولها على الشارع الممتد إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني فآخر المدينة من جهة الشمال الشرقي. وقد شرع الآن بعمارتها.

وقال عبادة (وهي (أي دار ابن الجوزي التي قال إنها حديقة اكريبوز) حتى اليوم واقعة على دجلة على الشط يفصل بينهما قصر النقيب الآنف ذكره) اهـ ولا أدري ضمير (بينهما) إلام يعود ولا اسمين في الجملة أما ما جعله فاصلا فلا يبين لي. والذي نعرفه أن لا فاصل بين قصر النقيب وحديقة اكريبوز وهما متصلان أحدهما بالآخر.

والآن ألخص كلامي بما يأتي:

١ - ليس بأيدينا مستند يرجح أن القبر الذي في بستان اكريبوز هو لمحيي الدين يوسف بن الجوزي.

٢ - من المحتمل كل الاحتمال أن يكون بستان اكريبوز دار ابن الجوزي دون البت في ذلك.

٣ - ليست قصور (الخظيريين) في موقع قصور الخليفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>