أني لم أتمكن يومئذ من نقلها لضيق الوقت واليوم قد أحببت أن أنشرها حفظا لها واليك ترجمتها على علاتها:
دير نرسيس صائغيان
(نبتدئ بعون سيدنا يسوع المسيح ونكتب خبر طهماز خان الفارسي.
اعلموا أيها القراء الأعزاء إنه في سنة ألفين وخمس وأربعين يونانية الموافقة سنة ألف ومائة وخمس وأربعين هجرية في السنة التي أثار فيها الفرس اضطهادا على بابل وأطرافها. جاءت عساكر كثيرة من المجوس من المشرق فهجموا أولا على قرية اسمها زهاب وذلك قبل شروق الشمس يوم الخميس الواقع في ٢٨ ت ٢
وأعملوا السيف في أهاليها فقتلوهم جميعا وكان مع المقتولين كثيرون من الروم وأسروا أميرا اسمه أحمد بك واستاقوه إلى خراسان. وارتكبوا منكرات كثيرة ونهبوا أموالا جزيلة ولم يمكن إحصاء عدد الرجال والنساء والأطفال الذين قتلهم الرجل المشهور بالمجوسية المدعو طهماز خان وعساكره سفاكو الدماء في حوالي بابل (بغداد). هذا جاء من بابل مع
فيالقه الأربعة فوجه فيلقا إلى قره تبه وفيلقا إلى كفري وآخر إلى خورماتي وآخر إلى دقوقاء فعذبوا وقتلوا وارتكبوا المنكرات وسبوا الرجال والنساء والصبيان واغتنموا غنائم وافرة. وجاء إلى مدينة كركوك ليلة السبت الواقع في السادس عشر من كانون الأول فضرب أولا اليهود وقتل منهم جانبا وأسر منهم عددا غير يسير وكان مقره بعيدا عن المدينة بمسافة ميل. فثار أهل المدينة وخرجوا إليه شبانا ورجالا وقاتلوه قتالا شديدا نحو ثلاث ساعات وقتل من الطرفين جم غفير. حينئذ ترك المدينة وتوجه إلى القوريا (القرية) وهي قرية تبعد عن المدينة نحو ساعة وأعمل السيف في أهاليها وارتعبت المدينة كلها. ونزلت عساكره خارج المدينة وقتل كثيرا من الرجال وسبى خلقا عديدا من الرجال والنساء والأولاد. ومن هنالك توجه إلى قرية (بشير) وهجم على أهاليها وكانوا نحو ألفي نسمة فمنهم من قتل ومنهم من هرب. حينئذ سار إلى القفر المدعو (براوون) لأن إلى ذلك القفر كان قد هرب كثير من أهل كركوك بنسائهم وأموالهم وذلك المحل يبعد عن المدينة نحو ست ساعات فهجم عليهم وأعمل السيف بهم وقتل وسبى كثيرين منهم وعساكره ارتكبوا فظائع عظيمة واغتنموا غنائم ثمينة جدا.