للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصار فيها جوع عظيم وسمع بذلك ملك الروم (الترك) فاحتدم غيظا وأرسل سريعا نحو اثني عشر ألف نفر من العسكر ومعهم القواد والأمراء والوزراء تحت قيادة ماموش باشا فوصلوا كركوك في الحادي عشر من أيار الواقع يوم الأحد ونزلوا في خارج المدينة. ومن بعد عدة أيام وصل أيضا إلى كركوك السر عسكر عثمان باشا ومعه أربعمائة ألف جندي (كذا) وأربعة وعشرون قائدا وكان وصولهم في الخامس عشر من حزيران وبعد أن مكثوا مقابل كركوك أياما يسيرة توجهوا إلى بغداد وكانت القرى على طريقهم خالية من السكان وساروا إلى بغداد على ضفة النهر وسمع طهماز خان بقدومهم فثار بعساكره وجاء لمقاتلته السر عسكر فالتحم القتال بين الطرفين وكان الروم على ضفة النهر والفرس بعيدين عنها واشتدت الحرب بالمدافع والبندقيات والسيوف وقتل من الطرفين خلق كثير ومات بالعطش كثيرون من الفرس ودام القتال سبع ساعات وانتهى بهزيمة طهماز خان. وقبل هزيمته كانت بغداد قد بقيت محاصرة تسعة أشهر وما كان يأتيها قوت من الخارج فوقع أهاليها في جوع عظيم وأصبحت وزنة الحنطة التي هي أربع وعشرون حقة بمائة وخمسين غرشا ولم تكن لتوجد. وصارت حقة اللحم بذهب وحقة الدهن بذهب وحقة لحم الجمل باثني عشر عباسيا وقيمة دمه ثمانية عباسيات وحقة لحم

الفرس بعشرة عباسيات ودمه بثمانية عباسيات وبيع الكلب بخمسة عشر عباسيا والسنور بذهب والدجاجة بذهب وحمامتان بذهب وقيمة رغيف الخبز أربعة عباسيات ومات كثيرون جوعا ولم يكن لهم من يدفنهم لذلك أنتنت البيوت والأسواق والدور (الأحواش) وفسد الهواء بنتانتهم وكذلك الماء لأن كثيرين ماتوا فيه ومن بعد هذا سمع صوت في المدينة أن طهماز خان قد هرب فاهتزت المدينة فرحا وانتعش الرجال والنساء والفتيان سرورا وسبحوا الله جميعا وفتحوا أبواب المدينة وذهب كثير منهم إلى المحل الذي كان فيه طهماز فأخذوا ما ترك من حنطة وشعير وسمن وغير ذلك وعادوا إلى المدينة.

ومن بعد هزيمة طهماز خان قام سر العسكر عثمان باشا مع عساكره الكثيرة من البرية ودخلوا المدينة لدى أحمد باشا وبقوا في بغداد ثلاثة أيام ثم سافروا

<<  <  ج: ص:  >  >>