للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٢ - الألف باء (باللغة الإسبانية)

وهو كتاب يحلل فيه صاحبه دعوى نشوء اللسان العام، تأليف أنطون ألياس وطبع في بوينوس آيرس سنة ١٩٢٥ في ٢٥٦ صفحة.

صاحب هذا الكتاب سوري الأصل على ما نرى من اسمه ووقوفه على العربية. وقد كسر كتابه على ستة مطاو. أودع الفصل الأول منها البحث عن أصل الأصوات في حروف الهجاء وتكلم في الثاني عن أصول الكلم وجعل موضوع الفصل الثالث فقه اللغة. ومدار الفصل الرابع تفلية الضمائر والصفات وترك الفصل الخامس للبحث عن وحدة الألسنة وحصر الفصل الأخير بالعرب وأصلهم والتمييز بينهم وبين العبريين وسائر فروع الساميين. وعبارة الرجل الإسبانية مهذبة سلسة فتتوهم أنك تقرأ تأليف رجل من أبناء تلك البلاد. والمؤلف يدعي أن اللغات كلها ترجع في أصلها إلى لغة واحدة هي العربية ثم يذكر لنا شواهد مأخوذة من اليونانية واللاتينية والإسبانية ويذكر أصلها العدناني. إلا أننا نراه

مجازفا في أغلب أقواله إذ يبني أغلب آرائه على مجانسة لفظية بين اللغة الآرية واللغة السامية أو العربية. وقد تكون تلك المجانسة وهمية ولدتها مخيلته الشرقية المبدعة. ونحن نضرب لك مثلا: إنه يدعي أن الكلمة (سنسكريت) بمعنى اللغة القديمة الهندية الفصحى مصحفة عن المنحوتة من العربية (سام) و (خطوط أو خروت) ص ٤٣ فيكون معناها (السامية الخطوط أو الخروت) والخروت جمع خرت وهو الثقب لأن الحروف كانت تحفر حفرا في المواد الصلبة.

وهو لم يذكر لنا كيف وصلت هذه الكلمة إلى ديار الهند ولا بأي وسيلة وأمثال هذه الكلمة كثيرة في هذا التأليف الغريب الجريء. بيد إنه يدل على قوة في الابتداع عجيبة جدا. ولو أفرغها المؤلف في قالب علمي يستند إلى الأدلة لأدهش العلماء. فإننا رأيناه أصاب كل الإصابة في بعض الألفاظ فالكلمة اللاتينية هي في نظره من مادة (نشأ) العربية ص ١١٩ وهي كذلك في نظرنا والأدلة متضافرة على ذلك وليس المقام محلا لإيرادها. وفي هذا الكتاب خطأ كثير في الطبع من ذلك إنه ضبط ص ٣٨ هذيل وطيء وجذام وقضاعة وتغلب

<<  <  ج: ص:  >  >>