للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمقدار من الدراهم. فابتاع المندوب آنئذ مطبعتين إحداهما كبيرة

والأخرى صغيرة بمبلغ ليس لي اطلاع عليه فأنفذ المندوب إلى النجف بعض الأدوات وأوشك أن يتم هذا المشروع لو لم تفاجئنا تلك الداهية الكبرى والكارثة العظمى أعني بها (الحرب العامة) التي انفجر بركانها، واستعرت نيرانها وعمت ببلائها أقطار الشرق والغرب فكانت سببا لإخفاق كل مشروع وتعطيل المعامل والصنائع.

وقد تفرقت هذه الجمعية وباع بعض المحتاجين حصصهم لآخرين وعلى أثر سكون الثورة العراقية وهدوء تلك الثورة التي وقعت بين الإنكليز والعراقيين سنة ١٣٣٨ ونودي عقيبها باستقلال العراق، قام بعض أعضاء الجمعية لإكمال ذلك المشروع بعد البناء والتركيب فأكملت في رجب سنة ١٣٤٠هـ الموافق لآذار سنة ١٩٢٢م وعينت لها مديرا فارسي الأميال والذوق والنزعة والمعرفة، ولذلك بقيت المطبعة على علاتها فلم تتطور تطور المطابع اليوم في بغداد ومع ذلك كله فقد نشرت فيها أسفار كثيرة من قديمة وحديثة لا يستهان بها وكان عزمي أن أرتب مطبوعاتها على حروف المعجم لكن عدم انتظام سير (المطبعة العلوية) المجعول لها هذا الاسم لمناسبة قربها (للمشهد العلوي) حملني على أن أهمل هذا الأمر فأذكر منها ما اتصل بي وما وصلت إليه يد البحث والتنقيب عنه بالمشاهدة وأول كتاب طبع فيها هو:

١ - الجامعة

الجامعة هي زيارة مطلقة للإمام علي عليه السلام ولسائر الأئمة من بعده ولشهرتها طبعت عدة طبعات في إيران وهندستان في ضمن كتب الأدعية والزيارات وقد استلها وحدها من تلك الكتب السادن الحالي (للروضة الحيدرية) السيد عباس الرفيعي وطبعها على نفقته سنة ١٣٤٠هـ فجاءت في (٣٢ ص) وأوقفها على الروضة، وفيها عيب كبير هو أنها مجردة عن (التشكيل) والجامعة لم يعرف من أنشأها قيل الإمام زين العابدين علي بن الحسين (ع)، وقيل (جابر الأنصاري) وقيل بعض المغالين للأئمة من العلماء الذين عاشوا في القرن الثاني للهجرة وهي تحتوي على كلمات وجمل مسجعة، وفي بعض جملها مغالاة كثيرة في حق الإمام بحيث تخرجه عن كونه من البشر. ولهذا شغف بها (الكشفيون)،

<<  <  ج: ص:  >  >>