للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- ٨ -

تسعد الأرض بالرجال وتشقى ... وبأعمالهم تغور وترقى

أثر المرء بعده ذو بقاء ... غير أن المآثر الغر أبقى

ومن الناس من يرى الحمق حذقا ... ويرى الحذق بعد ذلك حمقا

أي رشد ترجوه في ثلة قد ... تخذت باطلا من الأمر حقا

كل يوم يسدد الدهر سهما ... غير أن الإنسان لا يتوقى

قد شقينا بما حيينا فسحقا ... لحياة نشقى بها ثم سحقا

وأرى مهجرين في البر عطشى ... وأرى واغلين في اليم غرقى

ما أطقنا احتمال ما قد لقينا ... فعسى أن نطيق ما سوف نلقى

ليس عبء عن العواتق يرمى ... مثل عبء على العواتق يلقى

اغتنم صفوها فإنك في ي ... وم وشيك يجيء تشرب رنقا

من تروى أن الفناء محال ... لا يرى بين الحي والميت فرقا

غير أن الحياة محبوبة لي ... فبودي إني أعيش وأبقى

ولقد يعقب النعيم عذابا ... رب مثر من السعادة يشقى

- ٩ -

يرتجي للشدائد السود فيصل ... إنه راحم عليه المعول

ملك جامع لغر السجايا ... فهو فيهن آخر وهو أول

رأسه للسلام بالتاج والت ... اج جديرا برأسه قد تكلل

ما أصاب الفرات غر بنيه ... ساءه فهو اليوم بالهم مثقل

قد طغى فوق كل ما نتظنى ... وطما فوق كل ما نتخيل

ما رد الناس في المساكن ي ... طو مثلما طارد الفريسة أجدل

جميل صدقي الزهاوي

<<  <  ج: ص:  >  >>