أمير كبير، فوقع الدرب الذي كنت أسكنه في حصة أمير مقدم عشرة آلاف فارس اسمه بانو نوين.
وكان هولاكو قد رسم لبعض الأمراء أن يقتل ويأسر وينهب مدة ثلاثة أيام، ولبعضهم يومين ولبعضهم يوما واحدا على حسب طبقاتهم. فلما دخل الأمراء إلى بغداد أول درب جاؤوا إليه الدرب الذي أنا ساكنه، وكان قد اجتمع فيه خلق كثير من ذوي اليسار واجتمع عندي نحو خمسين جوقة من أعيان المغاني من ذوي الكمال والجمال. فوقف بانو نوين على باب الدرب وهو مترس بالأخشاب والتراب وطرقوا الباب وقالوا: افتحوا لنا وادخلوا في الطاعة ولكم الأمان، وإلا أحرقنا الباب، وقتلناكم ومعه الزرافون والنجارون وأصحابه بالسلاح. قال عبد المؤمن: فقلت السمع والطاعة، أنا أخرج إليه ففتحت الباب وخرجت إليه وحدي وعلي أثواب وسخة، وأنا أنتظر الموت، فقبلت الأرض بين يديه. فقال للترجمان: قل له: أنت كبير هذا الدرب؟ فقلت: نعم. فقال: إن أردتم السلامة من الموت فاحملوا لنا كذا وكذا. وطلب شيئا كثيرا. فقبلت الأرض مرة ثانية وقلت: كل ما طلبه الأمير يحضر وقد صار كل ما في هذا الدرب بحكمك فمر جيوشك ينهبون ما في الدروب المعينة لهم، وانزل حتى أضيفك ومن تريد من خواصك واجمع لك كل ما طلبت.
فشاور أصحابه ونزل في نحو ثلاثين رجلا من خواصه فأتيت به داري وفرشت له الفرش الخليفية الفاخرة والستور المطرزة بالزركش، وأحضرت له في الحال أطعمة قلايا وشوايا وحلوى وأكلت بين يديه شستي (؟). فلما