للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البأس والجبروت من أعوانها ... ولو أن للشورى سني منار

ومنها وصف ملك النحل:

يحرسنها في هالة فكأنها ... في عزها قمر من الأقمار

وهي الأسيرة لو بحثت محققا ... ولربما شعرت بطوق أسار

وقف عليهن الغذاء وأنه ... من روحهن لها بغير حذار

فتكافئ المجموع من إذعانها ... وتبيض مسرفة بلا استعبار

ولا يستطيع الصحافي أن يفي هذا الديوان حقه من البحث والتحليل في نظرة عجلى كالتي تقدمت ولكننا نظنها كافية لأن نبين للقارئ أن وراءه شاعرا (يرى الشعر في القفر) ولذلك فهو جدير بالعناية والدرس) انتهى كلام المقتطف.

ودونك الآن ما قاله الهلال في ٦٢٥: ٣٧:

يعرف القراء الدكتور زكي أبو شادي بمقطوعاته الشعرية الجميلة التي تظهر بين حين وآخر في المجلات والصحف. . .

ونحن ننقل هذه المقطوعة الصغيرة من (الشفق الباكي) وقد وضع لها عنوانا (العطف الإلهي):

وأحس أني في اندماج دائم ... بالكون والكون العظيم حياتي

أتأمل الساعات في أجرامه ... وكأنني متأمل مرآتي

وأنال عطفا من جميل حنانه ... يسري إلى روحي بغير فوات

حس خفي لست أدرك كنهه ... وكأنما هو معجز الآيات

بلغ الضمير وكان خير مؤذن ... بالله في ملكوته لحياتي

فهذه المعاني السامية لو ألبست ثوباً من اللفظ أروع وآنق لكان الأثر في نفس القارئ أبعد وأعمق. ولكن الشاعر لا يبارى في المعاني المبتكرة والنزعات الشريف. والإنسان يقرأه فيشعر كأنه بحضرة شاعر من شعراء أوربا مهموم بمصالح الناس والمثل العليا فهو يكتب عن فتاة الريف بعطف وفهم، وكذلك يصف الموسيقى بروح الرجل الذي يلتذها ويحبها وينظر للدنيا نظرة ابن الدنيا لا ابن الوطن الجغرافي. وللناس نظرة الإنسان لا نظرة الشرقي أو الغربي ويسمى الفلاح المصري (أميرنا الصعلوك).

<<  <  ج: ص:  >  >>