للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفحة أو صفحات من نفثات يراعتهم حرج صدرك وضاق نفسك وحارت عيناك ونشأ فيك نوع من السأم يدفعك إلى الثؤباء والمطواء يعقبهما ضرب من الوناء والفتور والرخوة إلى درجة يسقط فيها الكتاب من يديك ولا تشعر بإفلاته منهما. وانك لتشعر بالعكس عند تصفح مصنفات كاتبنا البارع ومهما اختلفت مواضيعها وطالت أبحاثها.

على أن هذا القول لا ينفي عن المؤرخ البارع كل شائبة. فلقد رأينا في مؤلفاته بعض الشبهات ولعلها من سوءِ فهمنا إياها لا من وجودها حقيقةً فيها بيد أننا نذكرها على ما هي ونسوق لها ما يعن لنا إنها اجدر بالمقام للمقابلة بين التعبيرين وللأخذ بأحد الوجهين. فمن ذلك ما جاء

في ص٢٠٧ إذ قال اعتنق الإسلام وفي ص٢١١ واعتنقها (أي النصرانية) اليونان وقد كثر هذا التعبير في مطبوعات هذا العصر منقولاً عن تعبير الإفرنج وله وجه في المجاز لا تأباه العربية إلا أن فصحاء كتاب العرب الذين يرمون إلى البلاغة يعدلون عن هذا القول وينخون نحواً عربياً صرفاً فيقول مثلاً دان بالإسلام أو دان دين الإسلام كما ورد في الأغاني (١٨: ٢) إذ قال ودان دين المسيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>