إلا أننا عثرنا في الأغاني ما يجيز هذا الاستعمال ففي ج ١ ص ١٤٧ قول عروة ابن الزبير لعمر بن أبي ربيعة (يا أبا الخطاب، أولسنا أكفاء كراما لمحادثتك ومسايرتك؟) فإن هذا دليل ناطق رصيف وقد نجينا به الأثري في حين أنه لم يؤمله في أضغاث أحلامه.
٥٦) وقال في ص ١٥٩ (بشرح عبد الحميد بن أبي الحديد المتوفى سنة ٦٥٥ هـ) والصواب (٦٥٦ هـ) لأنه ولي الأمر في خزائن كتب بغداد بعد دخول هولاكو إياها وقد دخلها هذا (سنة ٦٥٦ هـ).
٥٧) وذكر فيها أن مدة خلافة علي عليه السلام (أربع سنين وتسعة أشهر) وأبن أبي الحديد قال في آخر شرحه للنهج (فتم تصنيفه في مدة قدرها: أربع سنين وثمانية أشهر. . . وهو مقدار مدة خلافة أمير المؤمنين عليه السلام) فتقابل هنا ثقة ومن لا مسند له في كتابه أي الأثري صاحب التاريخ المرسل.
٥٨) وعدد في هذه الصفحة عيوب نهج البلاغة لإثبات الشك فيه على حسب الطريقة التعصبية (أطعن في تاريخ ما لا يوافق تسلم) فقال (كبعض المطاعن والمغامز التي كان ينكرها على أصحابه. . . قلنا: أن هذه المطاعن تدور على أمر الخلافة، والأثري هو الذي قال في ص ١٥٨ (كان علي يرى أنه أحق بخلافته أي خلافة النبي (ص) ولا شك في أن صاحب الحق ينافح عن حقه فعلام هذا الاستغراب؟ وقد نقضت قولك بقولك.
وقال مستبعدا (وكالخطبة التي يخبر بها عما يكون من أمر التتار والخطبة التي يومئ بها إلى الحجاج) قلنا: أن كل من نقل عنه ذلك أشار إلى أنه تلقاه من أبن عمه رسول الله (ص) فطعن الأثري في ما نقل عن علي (ع) هو طعن في ما نقل عن الرسول (ص) وأقبح من هذا أن هذا الأديب الطاعن نقل لعلي (ع) في ص ١٦٠ خطبة أختارها وصدق بما اشتملت عليه، منها (والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة ولتساطن سوط القدر حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم وليسبقن سابقون كانوا قصروا وليقصرن سباقون كما سبقوا والله ما كذبت وشمة ولا كذبت كذبة. ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم) اهـ