للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجنود تحتل البلاد العراقية الواحدة بعد الأخرى بعد تراشقات طفيفة حتى إذا وصلت إلى إيوان كسرى. صدمتها الجنود التركية صدمة عنيفة اضطرتها إلى التقهقر حتى بلدة الكوت فبلغتها في ٣ك٢ عام ١٩١٥م

وبقيت محاصرة يرأسها القائد طاوزند مدة طويلة لاقت خلالها أنواع العذاب إلى أن أحوجها الحصار إلى التسليم يوم ٢٩ نيسان ١٩١٦م بلا قيد ولا شرط. ومن ذلك الحين ذاع اسم (الكوت) في الشرق والغرب وصار الناس يتحدثون عنها الشيء الكثير ولا تزال فيها مقبرة للجنود البريطانية والهنودية التي ماتت وقت هذا الحصار الأليم.

والكوت هذه بلدة حديثة تبلغ نفوسها ١٢. ٥٠٠ نسمة وتقع على الضفة اليسرى من دجلة على بعد ١١٨ ميلا من جنوب بغداد. وهي مركز لواء الكوت وفيها شارع فسيح يحاد النهر المذكور فيجعل للمنازل التي فيه اجمل منظر. أما أسواقها وحوانيتها وبيوتها ففي حالة متوسطة إذا استثنينا من ذلك صرح الحكومة والمستشفى الملكي والمدرسة الأميرية وبعض بيوت المتمولين لأنها مبنية على الطراز الصحي الحديث. وأما الهواء فيها فمعتدل الفصول والماء هناك عذب جدا فهو ماء دجلة النمير.

ولهذه المدينة أهمية تجارية تستوجب الذكر لأنها مركز اللواء الذي يبتاع منه سكان أنحائه جميع احتياجاتهم. وميناء مهم للسفن التجارية التي تذهب إلى البصرة ومنها إلى بغداد.

ولمركز اللواء ناحيتان هما ١ - أم حلانة (بتشديد اللام) ومركزها قرية أم حلانة على عدوة دجلة اليمنى في محل يبعد عن جنوب الكوت ثلاثة أميال وهي مجموعة عرائش وأبيات من اللبن يسكنها جماعة من الفلاحين يبلغ عددهم ثلاثمائة نسمة وللحكومة فيها بناية متوسطة الحال مع مخفر للشرطة. ٢ - ناحية البغيلة (تصغير بغلة وهي سفينة بحرية كبيرة وكانت تحمل وتقف في حدها إلى القرية المسماة اليوم بغيلة) وهي قرية جميلة المنظر عليلة النسيم

<<  <  ج: ص:  >  >>