للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أصل كلمة هيكل

س - بغداد - ب. م. م: قرأت في العراق (الجريدة البغدادية) في عددها ال ٢٩٢٧ مقالة يفند فيها صاحبها (محمد علي المندلاوي) ما ذكرتموه عن أصل هيكل إذ قلتم في لغة العرب (٤٩٣: ٧) أنه سامي النجار منحوت من (هي) و (كل) وهو ينفيه. أفهما لفظان

ساميان حقيقة أم لا صلة لهما بأم اللغات؟

ج - أسم كاتب المقال الذي تشيرون إليه اسم منتحل لا أسم حقيقي. وإنما اتخذ لنفسه ذلك الاسم ليخفي به أصله الدخيل وشعوبيته التي اتصف بها وعرف واشتهر إذ يكره العرب أشد الكراهية وإنما ينتسب اليوم إليهم لأنه يرتزق من فيضهم وآلائهم. فلا تغتروا بالأسماء التي يستعيرها فأن صاحبها يفضح نفسه من أسلوبه ومن رجوعه دائماً إلى ما يتردد في فكره الضيق الدائرة من الآراء البالية إذ لا يمكنه الخروج عنها لصغر محيطها.

أما ما ذكرناه عن أصل (هيكل) فليس لنا. إنما هو للعلامة أنطوان صوبين أحد أعضاء الجمعية الأسيوية في ص٧٢ من كتابه المفردات الآشورية الفرنسية. أما تحليل الكلمة فمذكور في ص٥١ و ٦٩ من المعجم المذكور ولا جرم أن (هي) أصله (حي) أي محل ومحلة، كما هو معروف في العربية ومسطر في جميع دواوين اللغة ولما كان الآشوريون لا ينطقون بالحاء المفخمة ويجعلونها دائماً هاء أو همزة قالوا (هي) أو (أي) أو (أ) وأما (كل) فأصلها (جل) (بالفتح) أي ومعناها جليل أي كبير كما ترونه في لسان العرب والقاموس وتاج العروس. إذن هيكل أصله (حي جل) أي محل كبير وهذا كاف لإلقام الدخيل حجراً يسد فاه إلى آخر أيامه أن كان يعقل وإلا فنحن له بالمرصاد نعود إلى رد كيده إلى نحره كلما عاد إلى الخروج من مكمنه.

وتتحقق أن الكاتب دخيل في القوم وأن لسانه الأول غير العربي من تتبعك عباراته فأنك لا تجد فيها واحدة صحيحة مصوغة صيغة عربية طالع مثلاً كلامه هذا فأنك تجد السقط فيه من أول كلمة استعملها في العنوان وهي الأمكح إلى آخر لفظة اتخذها في التوقيع المندلاوي (وهو يريد المندلي نسبة إلى مندلي)

<<  <  ج: ص:  >  >>