ذكراها باسم قور وأضافا إليها جزيرة في مادة ج ز ر فقد قال هناك صاحب التاج ما نصه: جزيرة قور بضم القاف موضع بعينه وهو ما بين دجلة والفرات وبها مدن كبار ولها تاريخ ألف الأمام أبو عروبة الحراني كما نص عليه ياقوت في المشترك. فيتضح من هذا أن ما كان يسميه السلف في العصور الوسطى جزيرة أقور هي ديار أشور وبالإفرنجية وأن القاف لغة في الثاء ولعل أصلها الفاء وذلك أن الفاء ترد لغة في ألفاظ جمة إذ كان يصعب على كثيرين أن يميزا بينهما (راجع لغة العرب ٥٧: ٤) ثم قلبت الفاء قافاً وهذا أيضاً كثير (راجع لغة العرب ٤٧٩: ٤) وذكرها الهمداني باسم أثور وأثوريا
ومن هذا البسط يتبين الغلط الصريح الذي ارتكبه كل من صاحب القاموس وصاحب التاج فليصحح ولا يجوز حذف الهمزة إذ لم ترد في كلام المحققين.
الهمداني أو ابن الحائك
س - ومنه - ما قولكم في الهمداني المعروف أيضاً بابن الحائك أهو حجة عظيمة؟
ج - هو حجة في ما يقوله عن جزيرة العرب وأما ما يقوله عن البلاد التي في خارج الجزيرة فليس بحجة لأنه عثر عثرات هائلة كقوله في ص٣٩ و ٤٣ أن قيليقية هي قالي قلا والحال أن قالي قلا هي ارزن الروم التي تسمى اليوم ارزروم وبعضهم يقول ارضروم وأما قيليقية فهي المسماة عند الإفرنج فأين الثريا من الثرى.
وقال في ص٤٣ فنفولية: جبل القبق والحال أن جبل القبق هو المعروف اليوم باسم كوة قاف أي قفقاسية وأما فنفولية فهي المعروفة باسم وهي ديار في جنوبي بلاد الروم تمر بها جبال طور (طورس) بين ديار لوقية وقيليقية فأين هذه من تلك؟
وفي ص٤٣ ماوريطانية هي بلاد أندلس والحال أن موريطانية هي بلاد المغرب والأندلس في جنوبي أسبانية ولا نفهم كيف كان هذا الرجل يخلط هذا الخلط ومثل هذا كثير في كتابه صفة جزيرة العرب ومن كانت أوهامه كهذه فليس بحجة عظيمة.