للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد طالعنا القصيدة التي يشير إليها صديقنا (المخلص) فرأينا فيها اختلافات طفيفة وإليك نقلها (من ص ٥٨٩ من نسختنا):

بتل نهاكي رسم قبر كأنه ... على جبل فوق الجبال منيف

تضمن مجدا عدمليا وسؤدداً ... وهمة مقدام ورأي حصيف

فيا شجر الخابور ما لك مورقا ... كأنك لم تجزع على أبن طريف

فتى لا يحب الزاد إلا من التقى ... ولا المال إلا من قنا وسيوف

ولا الذخر إلا كل جرداء ملذم ... وكل رفيق السفر بين حليف

كأنك لم تشهد هناك ولم تقم ... مقاما على الأعداء عين خفيف

ولم تستلم يوماً لدرء كريهة ... من الرد في خضراء ذات رفيق

ولم تسع يوم الحرب والحرب لاقح ... وسمر القنا ينهزنها بأنوف

حليف الندى ما عاش يرضى به الندى ... فأن مات لا يرضى الندى بحليف

فقدناك فقدان الشباب وليتنا ... فديناك من فتياننا بألوف

وما زال الموت نفسه ضحى ... شجا لعدو أو نجا لضعيف

ألا يا لقومي للحمام وللبلى ... وللأرض همت بعده برجيف

ألا يا لقومي للنوادي وللردى ... ودهر ملح بالكرام عنيف

وللبدر من بين الكواكب إذ هوى ... وللشمس لما أزمعت بكسوف

ولليث كل الليث إذ يحملونه ... إلى حفرة ملحودة وشقيف

ألا قاتل الله الحدا حيث أضمرت ... فتى كان للمعروف غير عيوف

فأن يك أرداه يزيد بن مزيد ... فرب زحوف لفها بزحوف

عليك سلام الله وقفا فأنني ... أرى الموت وقاعاً بكل شريف

وقد جاء في الحاشية بخط أحدث من خط الكاتب الأول ما ننقله بحرفه قال:

(الحدا في الأصل من بلاد اليمن ولما ظعن بعض من مراد إلى الديار التي سميت بعد حين بديار ربيعة وهجم عليهم في مربعهم الجديد سبع تذكروا موطنهم الأول الذي تنتابه الوحوش فسموا موطنهم الجديد باسم موطنهم القديم أي الحدا.

وقد روى بعضهم في مكان الحدا الجثى وهي جمع جثوة وهي الربوة الصغيرة وجماعة الحجارة تقام على القبر والقبر نفسه وموطن في ديار ربيعة فيه ربوة

<<  <  ج: ص:  >  >>