وموطنهم الأصلي - هو كما قلنا - ديار القفص التي كانت من أراضي الهند مدة طويلة وأما أن سبب جلبهم إلى إيران كان بدعاء بهرام جور طائفة منهم فحديث خرافة على ما يظهر والمشهور أن ما يسوق هؤلاء الناس وأشباههم الاسترزاق فيضربون في أراضي الله نازحين من رقعة إلى رقعة أخرى منها.
وأما تسمية السلف إياهم ببني ساسان فقد ذكرنا ذلك مع سائر أسمائهم وآدابهم وأخلاقهم في (المشرق) البيروتية (٥: ٨٦٥ وما يليها) فوقعت في ٤٦ ص من المجلة المذكورة وقد ذكرنا فيها أيضاً سبب تسميتهم بالكاولية فوافقنا عليها بعد ذلك علماء المشرقيات في ديار الغرب. فقول حضرة الكاتب المتفنن أنه لم يسبقه أحد إلى الذهاب إليه لا يوافق الواقع وكنا قد كتبنا مقالنا في سنة ١٩٠٢ (أي قبل ٢٨ سنة).
واشتقاق الكاولي من الكول لقرية بفارس لا يوفق المشهور عن أصلهم وأغرب من هذا
اشتقاق أسمهم من التكول كأن غير الناس لا يتجمعون وكأن التجمع خاص بهم هذا فضلاً عن أن هذا الجيل ليس من العرب حتى يشتق له أسم من لسانهم. والمعقول أنهم من كابل (التي يكتبها بعض الكتاب العصريين كابول وهو خطأ فظيع وذلك نقلاً عن الكتب المطبوعة في بيروت).
ولا نوفقه على رأيه أن موطنهم الأصلي هو جزيرة العرب إذ التاريخ والتسمية والأخلاق تظهر الخلاف، وحسن لفظهم للعربية لا يصدق إلا في أولئك يتنقلون في الديار العربية اللسان وإلا ففي ربوع الغرب أناس منهم لا يحسنون لفظ الحروف الحلقية السامية.
وعندنا أن الفجر لفظة تركية الأصل من (كوجر)(بجيم مثلثة فارسية) ومعناها الرحل لأنا سمعنا بعضهم يسمونهم إلى اليوم كوجر وذلك في شمالي الموصل ومنهم من يسمونهم الفرج (بجيم فارسية أيضاً). قال في سر الليال (١: ٤٥١)(أنه لم يجئ في الكلام غجر ولكن أهل مصر يقولون غجر للطائفة التي يقال لها في بر الشام نور. وفي تونس دقازة وأصلهم فيما قيل من الهند) أه واصل ملوك القاجار من قبيلة تركية رحالة هي الكوجر على رأينا فنقلت الكلمة إلى قاجار تفريسا لها (أي نقلاً لها إلى الفارسية).