للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصارت تقرأ هامون) وأبعده عن بابه وولى الشيخ بدر الدين رئيس (كذا. والصحيح رئاسة) الحكماء. وعظمت مرتبته عند السلطان جداً وصار لا يصبر عنه ساعة واحدة ولا يتناول شيئاً إلا بعد العرض عليه. ومع ذلك فكان بخيلاً بجاهه جداً رحمه الله تعالى. واجتمعت به في رحلتي الثانية إلى اصطنبول سنة خمس وستين وتسعمائة فرايته في عظمة كبيرة. ومع ذلك فجاءني عند قدومي. واستعظم الناس ذلك لعلو مقامه على الوزراء فمن دونهم. وأحسن إلي وجابرني وكان متضجراً من منصبه يود الخلاص منه. وسأل في الحج مراراً فلم يؤذن له فلما توفي السلطان سليمان رحمه الله تعالى عظمة السلطان سليم كتعظيم والده. وكان جليل القدر علي الشأن. له تذكرة لطيفة ورسائل منها الحمام ومنها

طبقات حافلة كتبها ذيلاً على طبقات أبن أبي اصيبعة. وكنت جمعت جانباً من تراجم الأطباء المتأخرين عرضته عليه فأعجبه وإضافة إلى ما كتبه. وكان حج مع عمه في صحبة سليمان باشا الوزير وقبل ذلك في ما أظن. وبلغنا أنه توفي باصطنبول في سنة ست وسبعين وتسعمائة. رحمه الله تعالى ورحمنا إذا صرنا مصيره) أهـ.

قرأت هذين الكتابين للقوصونيين (كمال الفرحة في دفع السموم وحفظ الصحة (ومقالة في الحمام) فوجدت الأول لا بأس به يبحث عن حفظ الصحة وتقوية (الصلب) والتحفظ من السموم والتخليص منها. فكأن المؤلف رحمة الله سعى لحفظ صحة سيدة قانصوه الغوري وتقوية (عضوه) وحفظ حياته من الاغتيال بالسموم.

وأما مقالة الحمام فوجدتها من خير ما كتب في هذا الباب. ألفت لأبي الحسن البكري. فقد جاء في صدر الرسالة بعد الحملة والصلولة: (وبعده فهذه مقالة لطيفة في الكلام على الحمام ومنافعه وكيفية استعماله للصحيح والمريض وتدارك الخطأ الواقع في استعماله. الفتها بإشارة شيخ المسلمين ووارث علوم الأنبياء والمرسلين قطب دائرة العالم ورحمة الله المنزلة على بنبي آدم العالم الرباني والمحقق الصمداني أبي الحسن البكري الصديق سبط أبي الحسن فسح الله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>