للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (نبر) رفعه كأنه في رفعه إياه يشير إلى أنه لم يبق في البر بل وضع على مرتفع حتى يتمكن من رؤيته كل امرئ.

ولا نريد أن نضجر القراء بأكثر من هذه الشواهد إذ هي لا تحصى وتطرد كلها على هذا القياس.

ومن أغرب ما يمر بخاطر الباحث اللغوي كلمة (نعم) وفيها لغات بالتحريك (وبإسكان الآخر) وبالفتح والكسر وبكسرتين وبالتحريك ومد الحركة الثانية و (نحم) بالحاء وبالتحريك أي يقال فيها: نعم ونعم ونعم ونعام ونحم. وهي عندنا مركبة من النون النافية و

(مين) أي كذب. أي لا كذب في ما أقول وبعبارة أخرى: لا جرم. ومن غريب الأمر أن هذه الكلمة يقابلها في اليونانية وفيها أيضاً لغات أخرى والحركة التي ترى بين الميم والنون في تدل على حرف خفيف محذوف أي مين، مما يثبت في نظرنا أن الأقدمين منا كانوا يقولون في أول الأمر (نامين) أي لا كذب ولا غش في ما أقول ثم حذف الحرفان الأخيران من الآخر لاعتبارهم إياهما كاسعتين والكواسع قد تحذف كما قد تزداد فصارت (نام) ثم فخموا الألف وجعلوها عينا على لغة شائعة بين ظهرانيهم فصارت كما ترى أي نعم.

ما بسطناه لك في هذا المقال دليل على أن لغتنا من إبداع لغات الدنيا وفيها من دفائن الأسرار وكنوزها ما لو وضعت في كفة ووضعت سائر اللغات في كفة أخرى لرجحت لغتنا وفاقتهن محاسن وعجائب ونفائس وغرائب وعسى أن لا ينالها ما يفسدها، وهو وحده الحافظ الواقي.

تصحيح أعلام وردت في مجلة الكلية

ذكرت مجلة الكلية في (١٦: ٢٩٣) مدينة أوبس والصواب (هوفية) كما وردت في الرقم المسمارية. وذكرت ص ٢٩٤ سبار (أبو حلبا) وكررت مراراً هذا الوهم والصواب أبو حبة (بفتح فتشديد) وذكرت أكتيزيفون والصواب طيسفون (راجع ياقوت الحموي) ووهمت مراراً لا تحصى في ذكر السومريين (ص ٢٩٥) والصواب الشمريين (بضم الشين المعجمة وفتح الميم غير المشددة) وذكرت ص ٢٩٦ بالينيوس والصواب بلينيوس إلى غيرها مما يطول ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>