للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(١٩ أيلول ١١٩٣م). ومن شعره في الشيب:

نفرت هند من طلائع شيبي ... واعترتها سآمة من وجومي

هكذا عادة الشياطين ينفر ... ن إذا ما بدت نجوم الرجوم أهـ

وذكرت لبن العبري في كتابه مختصر الدول (في ص ٤١٥ من طبعة بيروت) قال: وفي هذه السنة (أي سنة ٥٨٩) توفي يحيى بن سعيد بن ماري الطبيب النصراني صاحب المقامات الستين، صنفها وأحسن فيها وكان فاضلاً في علوم الأوائل وعلم العربية والشعر يرتزق بالطب. ومن شعره في الشيب (البيتان).

وذكره ياقوت في كتابه إرشاد الأريب ٧: ٢٦٥ من طبعة مرغليوث فقال: يحيى بن يحيى

بن سعيد المعروف بابن ماري المسيحي من أهل البصرة كان كاتباً أديباً شاعراً عارفاً بالطب، عالماً بالنحو واللغة، متفنناً، وكان يتكسب بالكتابة والطب ويمتدح الأكابر والأعيان روى عنه جماعة من الأفاضل: منهم: أبو حامد المعروف بالعماد الكاتب الأصبهاني وغيره وصنف المقامات الستين أحسن فيها وأجاد وكانت وفاته بالبصرة في شهر رمضان سنة ٥٨٩ ومن شعره:

نعم المعين على المروءة للفتى ... مال يصون عن التبذل نفسه. . .

وإذا رمته يد الزمان بسهمه ... غدت الدراهم دون ذلك ترسه

وله أيضاً:

لاموا على صب الدموع كأنهم ... لا يعرفون صبابتي وولوعي

كفوا فقد وعد الحبيب بزورة ... ولذا غسلت طريقة بدموعي

ثم ذكر البيتين اللذين ذكرهما أبن القفطي فكانا خاتمة كلامه عليه.

وقال أستاذنا محمود شكري الآلوسي حين أراد نشر هذه المقامات في مقدمة (أما بعد فقد أقدمت على نشر هذه المقامات وشرح الألفاظ الغريبة التي فيها لا قدمها لأخواني تذكاراً وأحياء لهذا الأثر النفيس الذي هو من احسن الكتب الدبية والطف الأسفار الفكرية العربية المسماة بالمقامات المسيحية لناسخ وشيها المفوف الزاهر، على منوال البلاغة وحائك بردها المطرف الباهر، بنير الفصاحة يحيى بن يحيى بن سعيد البصري الطبيب المسيحي أحد رجالات القرن السادس للهجرة ولا جرم فأن أحياء أثر الغابرين من احسن ما يتصدى له لما فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>