(أي مدينة الربعة الآلهة). وذكرتها الرقم الفارسية القديمة باسم (أربيرة) وقد جاء ذكرها في الأسانيد التاريخية الآشورية منذ المائة التاسعة قبل المسيح ولم يكن لها ذكر سياسي خاص أبداً إنما كانت خطورتها متوقعة على وجود مقدس شهير فيها على أسم المعبودة (اشتر) وذلك قبيل عهد الكيانيين. فكانت أربل من هذا القبيل مثل ذلفس في الآشورية القديمة وكان تفوق أربل على ذلفس بموقعها لأنها كانت ملتقى طرق القوافل ولهذا حفظت اسمها بحالته إلى يومنا هذا لأنه كان على السنة التجار والمكارين والرحالين، بينما أن سائر أسامي مدن أشور اضمحلت شيئاً بعد شيء (راجع معلمة الإسلام في مادة اربل
ونوجه الأبصار هنا إلى أن معلمة الإسلام هذه غريبة في ذكرها للألفاظ العربية، فمرة تجدها بموجب اللفظ العامي ومرة بحسب اللفظ الفصيح وتضبط بعض الكلم العربية ضبطاً يوافق لسان الترك كما فعلت في كركوك إذ ذكرتها في مادة كركوك بكسر الكاف الأولى أي ومرة تضبطها العوام لها كما فعلت في ضبط العقال (راجع ما كتبناه في مجلتنا ٨: ٥٤٠)
إلى غير ذلك من الغرائب التي لا يهتدي إلى حقائقها إلا بشق النفس، وكان الأجدر بها أن تجري على أسلوب واحد مطرد هو الأسلوب الفصيح.
أما لفظ العوام الحالي لاربل فهو (ارويل)(بفتح الهمزة بعدها راء ساكنة فواو مكسورة يليها ياء مثناة تحتية ساكنة وفي الآخر لام) وبعضهم يقول: (أربيل).
ومما كان يحسن بها أيضاً أن تذكر في المادة التي هي مظنتها الفصيحة إشارة إلى أن المادة الفلانية ترى في مادة كذا حتى لا يضيع الوقت على من ينقر على ضالته من الألفاظ. ومن غريب المر أنك إذا بحثت عن وهو أسم أربل عند الإفرنج جميعاً لا تراها في مظنتها، فيخيل إليك أن المعلمة لم تبحث عنها. والحال أنك تجدها في وهذا عيب - لو يعلمون - كبير فذكرهم به فلعلهم. يرعوون! فينبهون عليه في الملحق الذي ينشر في آخر السفر المذكور.