للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي من عجائب الدنيا. وذلك، أن الجراد إذا وقع بأرض يحمل من ذلك الماء إليها بشرط أن لا يوضع الظرف الذي فيه ذلك الماء على الأرض، ولا يلتفت حامله إلى ورائه فيتبع ذلك الماء من الطير السود، (قلنا: هو السوادية لا الطير الأسود لأن السوادية هي الزرزور) عدد لا يحصى، ويقتل الجراد. وهذا مجرب ولقد وقع بأرض قزوين جراد كثير، وأكل جميع زرعها، وباض فبعث أهل قزوين لطلب

هذا الماء فجاءوا به، فجاء الطير خلفه وأكل الجراد جميعه) اهـ. كلام القزويني.

ومن المصنفين الذين ذكروا هذا الماء حمد لله المستوفي القزويني في كتابه نزهة القلوب. قال: (راجع نزهة القلوب. طبعة جب سنة ١٩١٣ ص ٢٨٠):

(في سميرم، من أعمال لرستان، عين في مائها خاصة عجيبة وذلك أن الجراد إذا نزل بأرض يذهب اثنان من الرجال لم يشرب أحدهما مسكراً والثاني لم يزن ويأخذان ماء من تلك العين ويأتيان به إلى مرعى الجراد بشرط أن لا يوضع الإناء في الأرض. فتتبع الزرازير ذلك الماء وتهجم على الجراد. وهذا الأمر معروف في كل مكان. ويزعم أن سليمان الحكيم تحدي الجراد الفساد لأنه أخذ ماء من هذه العين أمام شاهد وأمر الزرازير أن تتلف الجراد إذا حاول هذا الضرر بموطن ومن ذيالك الحين عرفت خاصية هذا الماء) اه كلام المستوفي.

والعين الأخرى التي ذكرها الكتبة هي التي ترى بجوار شيراز.

والثالثة هي الموجودة في قهستان.

والرابعة هي الموجودة في جوار قزوين. وهي التي يذهب إليها الناس في هذا العهد. والبائن أن الناس لم يعرفوها منذ القدم لأن القزويني والمستوفي (وكان هذا أيضاً من قزوين)، لم يذكراها البتة.

وهذه العيون الأربع ترى في الأودية

هذا ما عن لي وأنا في مصيفي بعيداً عن كتبي. وفيه المجزأة.

قلهك طهران (إيران) في تموز ١٩٣٠.

سعيد نفسي

(لغة العرب) نشكر الأستاذ نفسي زاده على تفضل به علينا. ولا شك في أنه أصاب المرمى ولعل الماء الذي ذكرناه في الأهواز النابط من عين هناك هو من هذا القبيل. لأن الثقة اخبرنا بذلك وهو ممن يعتد على كلامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>