للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في زمن تضعضع أركان كل دولة وقد اشتد هذا الأمر في خلافة المستعصم بالله فقد قال عنه الأخباريون: (أنه لم ينزه سمعه عن سماع المحرم، فأنه كان مغرماً بسماع الملاهي. محباً للهو واللعب: يبلغه أن مغنيه أو صاحب طرب في بلد من البلاد. فيراسل سلطان ذلك البلد في طلبه. ثم وكل أموره الكليات إلى غير الأكفاء. وأهمل ما يجب عليه حفظه والنظر فيه. . .).

وقد ذكر الاجامرة فضل الله رشيد أو رشيد الدين بن عماد الدولة في تاريخه إذ قال: (وفي

أثناء تلك البلية العظمى (غرق بغداد في صيف ٦٥٤هـ ١٢٥٦م) قام الزناطرة والاجامرة من أوباش البلد وأخذوا يتطاولون على الأهالي ويستولون على ما بأيديهم ويتعرضون كل يوم لأناس أبرياء) وذكرهم أيضاً صاحب كتاب الروضتين بمثل هذا الكلام. وقد استعمل لفظة الاجامرة أخباريو الفرس والترك بعد عهد المستعصم وانتشرت في تواريخهم واستعمال صيغة (أفعل) منسوبة بدأ من عهد انحلال العربية في آخر عهد العباسيين فقد قالوا مثلا: (الأوحدي والأجلي (صبح الأعشى ١٣٣: ٦) والأكملي (١٣٩) إلى غيرها جرياً على قول الأقدمين: الألمعي وهو من اللمع، والأريحي من الراحة أو الارتياح. والأجنبي من الجنب إلى غيرها.

فترون من هذا البسط أن الاجامرة لا توافق (الديماغوغ) ولم يذكرها أحد من اللغويين بل دوزي نفسه لم يقيدها في ملحقه أو في ديوانه. وقد ذكرنا أن أحسن كلمة عربية توافق الإفرنجية ديماغوغ هي (الرويبضة) (لغة العرب ٤٥٠: ٦) وعملة الروبضة (كصومعة) أي وإذا نسبت إلى الرويبضة قلت: الرويبضي، أما إذا نسبت إلى الروبضة فهو الروبضي.

ونلاحظ في الختام أن الكلمة اليونانية المنحوتة من حرفين يقابلهما عندنا حرفان من مادتهما فاليونانية هي العربية (دهماء) وبمعناها.

واليونانية يجانسها عندنا حاج (مثل داع) ومعناها قائد وسائق. فتدبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>