للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لغوية تضر بكل من ينقل عنها. وقد ذكرنا مراراً في مجلتنا، والآن نقول: لو أعطي لنا أن نحرق هذه المعاجم - وفي رأسها محيط المحيط مسبب جميع بلايا اللغة - لأحرقناها جميعاً (بنار جهنم) حتى لا يبقى منها رماد، لأن (نار الأرض الدنيا) تبقي شيئاً منها. ونظن أن صحيح كرم محيط المحيط هو هكذا: الهيرون البرني (بنون مكسورة قبل الياء المشددة وبفتح الأول) من الثمر والرطب فيستقيم المعنى لأن هيرون (لا الهيرون ألف ولام والكلمة فارسية) من أفخر التمر واحمده. فهو كالبرني الذي يعد من أحسن التمر.

وفي تلك الصفحة وذلك السطر: (واحمد البسور الجيسران) وجاء في الحاشية: (الجسيران جنس من أفخر النخل معرب، وفي الأصل (جيسوان) وهو تحريف). قلنا: وهذا الوهم أيضاً من نتاج النقل عن محيط المحيط. هذا الديوان الفاسد المفسود أو من أقرب الموارد فأنها يقولان: (الجيسران جنس من أفخر النخل معرب كيسران بالفارسية ومعناه الذوائب) والذي ذكره اللغويون المحققون الجيسوان بالواو لا (بالراء) بعد السين. قال في المخصص (١٣٣: ١١): الجيسوان سمي بذلك لطول شماريخه شبه بالذوائب واصلها فارسي والذؤابة يقال لها بالفارسية كيسوان) وقال في تاج العروس في مادة ج ي س: (قال الدينوري: الجيسوان تمر من أفخر التمر، له بسر جيد واحدته جيسوانة وهو معرب كيسوان ومعناه الذوائب وأصله فارسي. نقله الصاغاني.) وممن صحف هذه الكلمة البشاري في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم الذي عني بطبعه دي خوية في ليدن سنة ١٩٠٦ في ص١٣٠ حين عدد ضروب التمر فقال: (الجيشوان وفي نسخة الخيشوان. قلنا وكلتا الروايتين خطأ. والصواب: جيسوان كما ذكرناه. وكذلك أحسن نقلها كل من فريتغ ودوزي في معجمهما. وهذه من النوادر.

وجاء في تلك الصفحة في السطر ٧: (وخير السمك. الشبوط والبناني والمياح) وفي الحاشية شرح لنا الواقف على طبعه الشبوط فأحسن، ولم يشرح البناني وهي جمع البني ككرسي، وقد ذكره اللغويون في كتبهم. ولم يشرح لنا المياح، إنما ضبطه لنا بشد الياء لا غير. واللغويون لم يذكروا المياح.

<<  <  ج: ص:  >  >>