الأب صاحب المجلة أن باني القنطرتين اللتين في آلتون كوبري هو السلطان كما أن سالنامة الموصل لسنة ١٣٢٥هـ (١٩٠٧م)(ص ٢١٥) كانت قد قالت ما تعريبه: (إن هذا الجسر العظيم أسس في عصر مراد خان الرابع ولا يزال حافظاً صلابته ومتانته) اهـ. أما التاريخ فانه يخطئ صاحب السالنامة إذ انه يبين لنا أن الجسر كان قد خرب وانه بعد الألف والمائة من الهجرة كما سيجيء فلم يكن الجسر القائم في زمن وضع السالنامة ذلك الجسر الذي ينسب بناؤه إلى السلطان مراد أن صحيحاً وان غلطاً.
وهاءنذا أروي لك ما وجدته عن قدم اسم التون كوبري مقتبسا الكلام من بضعة مصنفات
فيها العربي والتركي والفارسي والبرتغالي مبتدئاً بما هو اقرب عهداً فصاعداً:
ذكر آلتون كوبري كتاب (فذلكه كاتب جلبي)(بالتركية)(٢: ٦٦) المتوفي في سنة ١٠٦٧هـ (١٦٥٦م) في حوادث سنة ١٠٣٤هـ (١٩٢٤ م) وذلك في قوله الذي أعربه كما يلي: (كان بكلربكي قرمان وهو جركس حسن باشا قد شتى في جهات الجزيرة وحسن كيف (حصن كيفا) فشاع تجمع الأعداء في التون كوبري وكركوك فار إليهم. . .) اهـ.
وذكره كتاب (شرفنامه) بالفارسية (٢: ٤٤٠) ومؤلفه شرف خان وقد أتمه سنة ١٠٠٥هـ (١٥٩٦م).
وكذلك ذكره بصورة مسترة أفونسو البرتغالي في رحلته (ص ٢٢٠) وقد ابتدأ بها في سنة ٥٦٥ م (٩٧٣هـ).
وجاء بذكره أيضاً رستم باشا في تاريخه المترجم إلى الألمانية (ص ٨٦) وكانت وفاة الباشا المؤرخ في سنة ٩٦٨هـ (١٥٦٠م).
ومن الذين ذكروا آلتون كوبري قديماً - حتى قبل مجيء السلطان سليمان إلى بغداد في سنة ٩٤١هـ (١٥٣٤م) - عبد الله بن فتح الله البغدادي الملقب بالغياث في كتابه المسمى التاريخ الغياثي إذ قال: (ثم أسبان ترك أمير محمد بن