للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٥ - ملتقى اللغتين: العبرية والعربية (هدية)

تأليف (مراد فرج بك المحامي في القاهرة ومصر الجديدة)، طبع في سنة ١٩٣٠ الجزء الأول يحوي حرف الألف والباء والتاء والثاء والجيم.

وقع هذا الجزء الأول في ٤١٨ صفحة بقطع الثمن. ومن غريب ما في هذا الجزء، أن المؤلف كتب كلمة (تأليف) بالعربية واسمه ولقبه ومحل وجوده بالفرنسية، فالناطق بالضاد الذي يجهل قراءة الحرف الإفرنجي لا يهتدي إلى قراءة اسم المؤلف. فما معنى هذا العمل الذي يدل على شذوذ في الخلق والرأي والمصطلح؟.

ومن غريب عمل المؤلف أيضاً انه ينص بكلام عريض على كيفية لفظ الكلمة العبرية ولو اتخذ رسم الكتابة الخاصة بالعلماء أو اتخذ ضبط الكلمة بعلامات يصطلح عليه هو نفسه أو ضبط الكلمة بالحرف الإفرنجي لما أمل القراء من هذه الطريقة المضجرة ولا زاد في حجم كتابة على غير طائل. وهناك عيب آخر هو إن المؤلف ضعيف النظر في بعض ما ينقل

أو يرتئي فقد قال مثلا في ص ٢٥ ما هذا حرفه: (الالا بالهمز والالا بالقصر: شجر مر. . .) وكان عليه أن يقول هكذا: (الالآء بالمد كسماء والالا كالملا بالقصر. . . وقال بعد ذلك: والبطمة: شجر الحبة الخضراء. وكان حقه أن يجعل التفسير من جنس المفسر فيقول مثلا: والبطمة: شجرة (لا شجر) الحبة الخضراء.

وكثيراً ما يذكر حضرته الترجمة العربية للتوراة، ولا يذكر أياً منها، لا في المقدمة ولا في الحواشي ولا في الآخر، فالترجمات غير متشابهة وهي كثيرة، فكيف جاز له هذا الإطلاق في الكلام. ولو أردنا أن نتعرض لنقد هذه الصفحات بتفصيل لوقع كلامنا في جزء واحد من هذه المجلة، إلا أننا نقول بوجه العموم إن الكتاب لا يخلو من فائدة لمن يريد الإمعان في اللغة العربية واكتناه أسرارها.

<<  <  ج: ص:  >  >>