للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشعر بان ديار العرب كانت - ولا شك في ذلك - وطناً لجميع الأمم العبرية والكنعانية. والحال إن هذا الرأي حديث العهد وليس جميع العلماء عليه، فسوقه مساق أمر تاريخي لا ريب فيه تعد على التاريخ وصحاح الأخبار. نعم كان يستطيع أن يصرح به، لكن لا من باب الحقائق المقطوع فيها، بل من باب الإمكان أو من قبيل رأي جماعة من البصراء حتى يتصل كلامه هذا بما أورد في ص ٤ عن رأي العلامة غويدي الذي يقول: (إن المهد الأصلي للأمم السامية كان في نواحي جنوب العراق على نهر الفرات، ولاسيما قول المؤلف نفسه إذ يرى: (إن من العسير أن نجزم برأي) في المهد الأصلي للأمم السامية. . . ص ٥ وكان قد قال قبيل ذلك (ص ٤): (وللتوراة نظرية خاصة عن اقدم ناحية عمرها بني نوح، وهي ارض بابل، وقد تكون هذه النظرية اقرب إلى الحقيقة، فقد أثبتت البحوث التاريخية. إن أرض بابل هي المهد الأصلي للحضارة السامية.) فالكاتب على هذا التناقض الذي تراه في كتابه كله.

وكان حضرة الأستاذ الصديق مصطفى جواد بين قبلنا في هذه المجلة (٨: ١٢٣ إلى ١٢٨) المتناقضات التي يقع فيها، إذ كتابه (تاريخ العرب) مضروب على هذا الطراز الغريب، ونحن لا نريد أن نتقفى المؤلف في جميع ما دونه في سفره هذا الثاني، فهو صنو الأول، وصاحبه هو أبو ذؤيب، ولعل في تذؤبه شيئاً من أسمه. فعسى أن لا يكون كذا. والكتاب يبقى نافعاً لمن لا اطلاع له على مصنفات الغربيين الحافلة بالفوائد والعوائد.

٣٧. لمناسبة الأعياد

تخليداً لذكرى فقيد حيفا والشباب والصحافة العربية الشهيد المرحوم جميل البحري

جميل البحري هو مؤسس المكتبة الوطنية وجريدة الزهور ومجلة الزهور ومطبعتها، وقد

وضع له شقيقه حنا البحري رسالة صغيرة بقطع ٢٢ في ١٨ ص كنا نود أن تكون أكبر من هذا الحجم حاوية لكل ما قيل فيه وكتب عنه لتكون أحسن ذكرى للشهيد العزيز فعسى أن تحقق هذه الأمنية عند ذكرى السنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>