الناكص، وواثق الرجاء ممن فرج الأحزان عن يعقوب، أن تستخلص عن قريب القابة من القوب، وتتسنم مطايا كل مطلوب.
وان بلغت وقف نفسي، للوقوف بخدمة فرقدي هالة نفائس العلوم، وقطبي دائرة المنطوق والمفهوم، سيدي سلطان بك ومحمد بك، والنجوم العالية السامية من الأخوان الباقية. . . فهو المأمول وغاية المسؤول.
ولقد والله يا سيدي ما دريت بعزم القاصد، إلاَّ في قطع من الليل، بعدما هدأ الخليط، وسكن الغطيط والأطيط، فالعذر من خبط لسان القلم فقد عمشت عين السراج، وتراكمت علي دواب الظلام الداج.
وان رأى مولانا عرض التعرض لخدمة من اجله عن لساني، وأنزه ثناءه عن بياني وبناني، والدكم ذي الفخار، والكرم والخفار، الذي لو حلف الزمان ليأتين بمثله لألزمناه الكفارة. لا زال لها باقياً، وفي المعالي راقياً، والسلام، ختام الكلام.) انتهى من مجموعة عندي تحتوي على عدة مراسلات لأدباء بغداديين واحسائيين.
وهذه التعابير لا تكال كيلا لكل أحد، ولا تعطى جزافاً، خصوصاً ممن يقيم للكلام وزناً، ويفهم للقول معنى، كما أنها تعرف بمقدرة الكاتب الأدبية وهو اشهر من أن يذكر، وله رسالة أخرى فيه سيأتي القول عنها في محلها.
ما قيل فيه من الشعر:
أما الشعراء فان المادحين منهم لكرمه وعلمه وأدبه كثيرون جداً بحيث يمكننا أن نقول لم يقفوا في عصره على باب احد، قدر ما وقفوا على بابه، فخلد ذكراً جميلا، وبهذا جدد الروح الأدبية في العراق وراجعت سوق الشعر. ومن ثم استخدم أو صار يستخدم بعض الولاة الشعراء إقتداءً به فلم يتوفقوا لأن يكونوا مثله.
وهنا لا مجال لذكر مطالع ما قيل فيه من قصائد لكثرتها خشية إملال القارئ ولكن اكتفي ببيان الإحصاء التالي من ثلاثة دواوين شعر، مكتفياً باسم الشاعر وعدد ما قال من قصائد. والكل يؤلف ديواناً ضخماً. . .