للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شناعة أخرى وهي (كذا) أن تأويل الطاعم بالمطعوم يؤول إلى أن الزبرقان الذي هجاه الشاعر شيء مأكول وهذا شيء تعافه الطبائع البشرية الراقية) قلنا: وهذا تعليل تعفه العقول البشرية الراقية، لان الأثري لو صح تفسيره لقول الشاعر. لما عافته الطبائع البشرية لان الاستعارة العربية أوسع من أن تحيط عليها أذهان الجامدين فقد قال الجوهري في (عقا) من المختار (وفي المثل: لا تكن حلواً فتسترط ولا مراً فتعقى) وقال الشاعر:

وأني لحلو تعتريني مرارة ... وأني لتراك لما لم أعود

وإذا لابس الإنسان شيئاً كني عنه به ففي (جرى) من المختار قول الرازي (قال الأزهري: قدم على النبي عليه الصلاة والسلام رهط بني عامر فقالوا: أنت والدنا وأنت سيدنا وأنت الجفنة الغراء) ثم قال (والعرب تدعو السيد المطعام جفنة لملابسته لها) وفي (حلس) من المختار (حلس البيت: كساء يبسط تحت حر الثياب وفي الحديث: كن حلس بيتك. أي لا تبرح) فتفسيره عند هذا المتبقر المتبحر (كن كساء ممتهناً) على ما ظهر لك من ضيق ذهنه، فالمطعوم أذن يطلق على المجرب لأنه قد ذيق مجازاً لا حقيقة.

- وقال الأثري في ص ٢٥٠ عن أحوال عمر بن أبي ربيعة (وكان فوق ذلك يترصد

الحواج في المواسم ويترقب خروجهن للطواف فيصفهن طائفات محرمات. . . حتى زهدت سريات العقائل في فريضة الحج وضج أهل الورع والنسك) قلنا: (ليس كل ما قاله صواباً لان بعض سريات العقائل كن يرغبن في تشبيه وتعرضه لهن، فقد ذكر أبو الفرج في (٢: ٣٥٨) من الأغاني (إن بنتاً لعبد الملك بن مروان حجت، فكتب الحاج إلى عمر بن أبي ربيعة يتوعده أن ذكرها في شعره بك مكروه، وكانت تحب! أن يقول فيها شيئاً! وتتعرض لذلك! فلم يفعل خوفاً من الحجاج. فلما قضت حجها خرجت فمر بها رجل فقالت له: من أين أنت؟ قال: من أهل مكة، قالت: عليك وعلى أهل بلدك لعنة الله! قال: ولم ذاك؟ قالت: حججت فدخلت ومعي من الجواري ما لم تر الأعين مثلهن. فلم يستطع الفاسق أبن أبي ربيعة أن يزودنا من شعره أبياتاً نلهو بها في الطريق في سفرنا! فنقول للأثري: ما حجت؟ وما أحبت؟ ولمن تعرضت

<<  <  ج: ص:  >  >>