فأين هذا مما يجب أن يكون المعجم العلمي الذي نريده؟ فيجب على الباحث أن يلقي جميع
هذه الكلم في بحر النسيان ولا يتخذ منها سوى لفظة واحدة لا غير هي (الحجن) بفتح الحاء وكسر الجيم وفي الآخر نون، وان شئت فزد عليها قصبة المكانس ليفهم القارئ غير الخبير مؤداها بكلمتين ألفهما.
٤. يخطئ أحياناً في ضبط الألفاظ
يجب أن يكون المعجم بعيداً عن كل خطأ بقدر ما يتمكن منه المؤلف. والذي لاحظناه في هذا الديوان تدفق أغلاط الضبط في كل صفحة أو يكاد، ففي ص ١٣٨ ضبط الحنبل (الذي هو كهدهد) بضم الحاء وفتح الباء، - وكتب في تلك الصفحة (فصولية) والمعروف فاصولية (معجم ديران كلكيان) والكلمة جاءتنا عن طريق الترك. - وفي تلك الصفحة ذكر الذنون والمعروف أنه الذؤنون، وتكررت الغلطة ثلاث مرات سطراً بعد سطر. - وضبط الترفاس بضم التاء والذي في محيط المحيط (والكلمة عامية سورية. وصاحب محيط المحيط سوري)، بكسر التاء - وفيها جاء: البرنوك بفتح الباء وهي بضمها. - وفيها: لم يضبط الزغبج وهي كجعفر. - وفيها: فيلورا والصواب: فلورية، بكسر الفاء وضم اللام المشددة.
٥. كثيراً ما يتخذ النكرات أعلاماً
نحن لا نريد أن نخرج من الصفحة ١٣٨ لنري القارئ ما فيها من الأغلاط وليقيس عليها ما في سائر الصفحات. فقد ذكر أعلام أنبتة: زهيرة، وزيتوناً جبلياً ومغربية وأذنية وقصباً وغاباً وبوصاً ويراعاً وهي نكرات للجنس لا للنوع. والواجب في المعاجم ذكر الأعلام المقابلة للأعلام الإفرنجية.
٦. تعريف الكلمة وتنكيرها في المادة الواحدة
وكثيراً ما يجمع في الرسم الواحد التعريف والتنكير. فلنعد إلى تلك الصفحة فانك تراه يقول فيها:(العتم - زيتون جبلي - الزغبج (ثمره وهو حب أسود) - فيلورا (يونانية) - الشحس) فكان ينبغي أن يقول: الزيتون الجبلي - الفيلورا (إن أردنا أن نوافقه على رسم الكلمة كما فعل) - وقد بينا كيف نكر الألفاظ مرة وعرفها مرة أخرى في كلامه على النخل وقال: قصب. . . القصباء. . .