للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاعتقاد في يزيد:

إنَّ الخلاف السياسي بين الأمويين والعلويين كان قديماً من زمن قتل عثمان (رض) وانتظام الحكومة الاموية، ولا نزال نرى آثار الحزبية فيه بادية إلى هذا الحين، ولكن بعد سقوط

الحكومة الأموية، خضدت شوكتهم وأصبح المناصرون لهم قليلين وان لم يخل عصر منهم، حتى في هذه الأيام، فقد رأينا - قبل بضع سنين - أن قد أوصى بعضهم صديقاً له عازماً على السفر إلى سورية بتبليغ سلامه إلى أثنين: أبي العلاء المعري، ويزيد بن معاوية باعتباره الأول مصحاً دينياً، وبزعمه في الثاني أنه مصلح سياسي ولم يجد أكبر منهما في نظره.!

مهما كانت المغالاة، فالتحزب للأمويين أثناء حكومتهم، وبعد امحائها كان ولا يزال وهذه أمور غير مستبعدة، خصوصاً من رؤساء اليزيدية الذين هم في مواطنهم الحاضرة، ويمتون إليهم نسباً ويوالونهم.

ولم تكن فرقة اليزيدية خاصة بقوم معينين، أو فئة قائمة بنفسها، وإنما تولد الخلاف بعد ذلك ومن جراء هذا صاروا على عكس أنصار العلويين؛ إلا أن رياسة الأمويين وتوليتهم الكرد جعل تكوّن هذه الفرقة قائمة برأسها.

عقيدة اليزيدية:

حكى ابن تيمية عقيدتهم الدينية قال: (وانتم. . . قد من الله عليكم الانتساب إلى الإسلام الذي هو دين الله. . . وعافاكم بانتسابكم إلى السنة من أكثر البدع المضلة. ولهذا كثر فيكم من أهل الصلاح والدين، وأهل القتال المجاهدين ما لا يوجد مثله في طوائف المبتدعين، وما زال في عساكر المسلمين المنصورة، وجنود الله المؤيدة، منكم من يؤيد به الدين، ويعز به المؤمنين وفي أهل الزهادة والعبادة منكم من له الأحوال الزكية، والطريقة المرضية، وله المكاشفات والتصرفات. وفيكم من أولياء الله المتقين، من له لسان صدق في العالمينز فإن قدماء المشايخ فيكم، مثل الملقب بشيخ الإسلام أبي الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري (قد نقل عن السمعاني القول عنه أيضاً) وبعده العارف القدوة عدي بن مسافر الأموي، ومن سلك سبيلهما، فيهم من الفضل والدين والصلاح والاتباع للسنة ما عظم الله به أقدارهم). (راجع المجموعة الكبرى ج١ ص ٢٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>