للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا بني وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر؟ فقلت يا أبيت فلماذا لا تلعنه؟ قال: يا بني ومتى رأيت أباك يلعن أحداً؟. . . (إلى أن يقول): ومع هذا فطائفة من أهل السنة يجيزون لعنه، لأنهم يعتقدون أنه فعل

من الظلم ما يجوز لعنة فاعله، وطائفة أخرى ترى محبته، لأنه مسلم تولى على عهد الصحابة، وبايعه الصحابة، ويقولون لم يصح عنه ما نقل عنه، أو كان مجتهداً فيما فعله.

(والصواب هو ما عليه الأئمة من أنه لم يخص بمحبة ولا بلعن.) ونسب ابن تيمية في آخر بحثه هذا الجهل إلى من يعتقد في يزيد أنه من الصحابة وأنه من أكابر الصالحين، وأئمة العدل وقال: (وهو خطأ بين).

ومن هذا كله يرى معتقد أهل السنة فيه، ويظهر مبدأ الغلو، وأنه لمعاكسة كانت للعلويين، ومشادة بين الحزبين، ونقل أبن تيمية ما كان من الاعتقاد فيه، وهو يوافق النصوص التاريخية المعروفة.

وليس غرضنا الآن بيان تطور الاعتقاد في يزيد في جميع ادواره، وإنما نريد أن نتبين مجمل العقائد فيه، إلى ظهور عدي بن مسافر، ثم نعلم ما طرأ على هذه العقيدة، وإليك أيها القارئ ما يقوله الكرامية فيه:

يزيد والكرامية:

لم يكن اعتقاد إمامة يزيد مقصوراً على من ذكرنا من أهل السنة، واليزيدية وغلاتهم، بل هناك بعض الفرق الإسلامية المعروفة، وهي الكرامية، قالت بأحقية إمامته، فلم تخرج عن أحد الأقوال المارة، قال عبد القاهر البغدادي في كتاب الملل والنحل (راجع خزانه الأوقاف رقم ٢٧٤٦) ما نصه:

(زعموا أن يزيد بن معاوية كان هو الإمام في وقته وأن الحسين (ع) كان خارجاً عليه. ولم يكن في قتاله معذوراً.) أهـ

تخت ليزيد:

ومن هذا وما سبقه يفهم أن اليزيدية كان معهم من يقول بقولهم. ولكن الإمامة صارت أمانة، وجرت إلى غلو يزيد لحد النهاية بحيث نرى (تخت

<<  <  ج: ص:  >  >>