يحير بياء مشددة مفتوحة - ولا يذيل المهموز الآخر المنصرف المنصوب بالف، فيقول مثلا: وتجعلها أجزاء (ص ٧٩ س٤) وإلى أن تصير كلها هواء (س٦) وفي تلك الصفحة س٦: للجسد خمسة حواس. ويحلي بال (غير) إذا جاءت مضافة إلى كلمة فيقول مثلا: (أمر الحيوان الغير الناطق (ص ٨٠ س٣) وقد تكرر مراراً لا تحصى وفي ص ٨١ س١ (لئلا يطير السم في جسمه)، وفيها س٨ (فإنه يعلم من الزهر والماء شيئين جليلين) - ونظن أنه
لو قال: يحير (بكسر الياء المشددة) وأجزاءاً، وهواءاً، وخمس حواس وغير الناطق، ولئلا يسري أو يسير السم، ويعتمل من الزهر. . . لكان أقرب إلى الأصح، على أننا لا ننكر أن لما حرر أمثالاً كثيرة في الدواوين ولا سيما دواوين المحدثين. وعلى كل حال فهذه المجموعة من النفائس التي يحرص على اقتنائها.
٦٤ - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة
تأليف جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن تغري بردي الاتابكي.
الجزء الأول والثاني:
عودتنا (مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة) نشر أحسن الكتب، بازهى وشي، وأبدع طبع، وأثمن ورق. فمنشوراتها تشوق الناس اقتناءها وتحبب لهم المطالعة. وكأن ذلك لا يكفي، فان الدار المذكورة قد وقفت لها رجالا أفذاذاً مطلعين أتم الاطلاع على آداب العرب وفنونهم وعلومهم وأوضاعهم ومصطلحاتهم مباني لغتهم فيعلقون بالحواشي أصح التعليق وأشبهها للحق والصواب. وهذان الجزءان من هذا السفر الفاخر جاءا على غرار مطبوعات الدار المذكورة فإذا هما كنزاً تأريخ وتحقيق وتدقيق. وقد تصفحنا كثيراً من وجوههما فوجدناها من أثمن مفاخر السلف وأبدع مآثر الأجداد.
على أننا رأينا في بعض السطور ما يثير الشك في الصدر بما يتعلق ببعض الكلم. فإن المقدمة تذكر كلمة (الموسوعات) ص ٣ ولا وجه لها في اللغة للدلالة على معنى الكتب الحاوية لأنواع المعارف والفنون. وأحسن منها: المعلمات جمع معلمة بمعنى الكتاب الذي تكثر فيه ضروب العلوم - وجاءت (المتحف) في ص