للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من محطة أور

أور (المقير) - (أور الكلدانيين المذكورة في التوراة؛ سفر الخلق ١١: ٢٨) هي على مسير نحو عشرين دقيقة من محطة أور.

كانت زقورة أور الحمراء الكبيرة، تجلب أنظار محبي البحث منذ غابر الأيام، وهذه الزقورة من احسن زقورات سهل شنعار حفظاً، تلك الزقورات المنتشرة في سائر أنحاء هذا السهل. وقد حفر (لفتس) مدة في أور سنة ١٨٥٢. وفي السنة التالية، وقع (ج. أي. تيلر) نائب القنصل البريطاني في البصرة على اسطوانات فيها من الرقيم المسماري من عهد نبونيد آخر ملوك بابل، وذلك في الزوايا الأربع من طبقة البرج الثانية، فواصل الحفر. وزار أور أعضاء بعثة جامعة (بنسلفانية) في أوقات بعد ذلك الحين، ثم أرسلت المتحفة البريطانية إلى تلك البلدة المستر (ر. كمبل ثومسن) سنة ١٩١٨ والدكتور (هل) سنة ١٩١٩.

وفي سنة ١٩٢٢ باشرت العمل البعثة التي اشتركت فيها المتحفة البريطانية ومتحفة جامعة (بنسلفانية). وكان العمل على قياس كبير، ورئيس البعثة المستر (س. ل. (وولي)، واقتفى سريعاً اثر الجدار المقدس العظيم، وهو الجدار الذي أقامه نبو كدراصر ليحيط به منطقة

الهيكل المسمى (أي جش شرجل) أي دار لنور. كما أن المنقبين وقعوا هنالك على هيكل اله القمر (ننر).

ومن يزر أور، ويصعد إلى الزقورة التي لا تزال طبقتان من طبقاتها الأربع قائمتين، يتيسر له الاطلاع على الأبنية الداخلة بعضها ببعض، والتي حفرت في خلال الأربعة المواسم الماضية. وبنيت هذه الزقورة وزواياها الأربع متجهة نحو الجهات الرئيسة، كما كانت العادة زمنئذ؛ وترى إلى هذا الحين بقايا الدرج في وجه الزقورة الشمالي الغربي. ويظهر أن برج الهيكل احرق برمنة، على ما اتضح من الأبنية الأخر (راجع ما يختص بكيش وعقرقوف) ويظن أن الفاتحين العيلميين احرقوها قبل زمن (أور نمو) مؤسس سلالة أور الثالثة الذي أعاد بناء تلك الزقورة. ولما جددها نبونيد يظهر انه زخرفها بالزليج أي (الآجر المدهون بالطلاء ذو الألوان المتألقة)، ويقتضي أن منظرها في ذلك السهل الفسيح المنبسط كان على جانب عظيم من البهاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>