للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملك يسمى يعقوب، يدعي انه من اصل أموي، وينتسب إلى خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان، وهم مشهورون بالشجاعة ومحرابون. ويواظبون على الصلوات. وأهل تقوى. ولديهم تفاسير كثيرة، ومؤلفات دين وفقه. يعتقدون بنبوة محمد (ص)، وإمامة الشيخين، ذي النورين، وخال المؤمنين معاوية. ويطعنون بعلي (ع) ويقولون انه ادعى الألوهية كاتباعه من الغلاة، وانه كان يدعوهم إلى ذلك وينسبون إليه هذه الخطبة:

(أنا الله، وأنا الرحمن، وأنا الرحيم، وأنا العلي، وأنا الخالق، وأنا الرزاق، وأنا الحنان، وأنا المنان، وأنا مصور النطفة في الأرحام). وأمثال ذلك. وهذا يشبه قول فرعون ونمرود وإضرابهما. ونظائر هذه الخطبة في كلامه كثير. وكان قاسي القلب، سفاكا. سلك مع الرسول (ص) سلوكاً مخالفاً للآداب. وذلك انه كان يأكل تمراً، فرمى الرسول (ص) النوى ووضعه أمامه فقال له الرسول (ص): يا علي أكلت تمراً كثيراً. لأن النوى متجمع أمامك، فأجابه علي (رض): إنك أكلت التمر مع النوى. ويزعمون انه نزلت في حقه هذه الآية: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام). ويحبذون عمل أبن ملجم، ويقولون أن هذه الآية نزلت فيه: (من الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضاة الله). ويقولون أن الحسنين ليسا من نسلي رسول الله (ص) بحجة قوله تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم، ولكن رسول الله وخاتم النبيين). ويقولون أن يزيد لم يقتل الحسين (ع) في بيته، وإنما عزم على الرحيل إلى العراق بقصد تسخير الملك فقتل. ويظهرون في العاشر من المحرم في ميدان وسيع خارج البلد، وهم فرسان ويصنعون صوراً من القتلى، والموتى، كلها من الطين، فيسيرون عليها ويسحقونها بأرجلهم، انتهاكا لأجساد شهداء كربلا. وعندهم هذا اليوم من الأيام المباركة، ويبدون فيه من الفرح والسرور ما يزيد على أفراح العيدين، لأن أمام الوقت يزيد، ظفر بعدوه فقتله، وفي يوم الجمعة وأيام الأعياد يطعنون بعلي

<<  <  ج: ص:  >  >>