جدة (الحجاز) في ٢٩ ذي القعدة ١٣٤٩ الموافق افريل ١٩٣١.
محمد نصيف
(ل. ع) نشكر للشيخ الجليل محمد نصيف تحقيقه هذا. ونحن لا نشك في غزارة المعروف بها. وإفادته من اثمن الإفادات ويجب على كل أديب أن يأخذ بها أتباعاً للحق الذي لا ريب فيه.
كتاب النبي العربي إلى النجاشي ملك الحبشة
أوفدت مجلو (الالستراسيون) الفرنسية المعروفة مندوبها الكونت دي سيانلي دي سيران إلى بعض أنحاء الشرق، ومنها بلاد الحبشة بوجه خاص ليجمع لها المعلومات والمستندات والرسوم والوثائق الهامة المتعلقة بتاريخ الحبشة القديم، والحديث لتنشره في عدد خاص ممتاز.
واتصل بالمندوب. - وهو اليوم نزيل بيروت - أن الأمير سليم نجل السلطان عبد الحميد، يملك الرسالة التي وجهها النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى نجاشي الحبشة مكتوبة على رق غزال، فاهتم كل الاهتمام بان يراها ويقتنيها إذا قدر له. فتوجه إلى جونية يقطن الأمير. فاطلعه هذا على الرسالة وقد حفظها في محافظ من الحرير الأخضر المذهب، واعلمه أن إحدى المؤسسات في مصر قد فاوضته على أن يبيعها إياها بمائتي ألف جنيه فأبى إجابة الطلب.
فقال مندوب الالستراسيون أن إدارة مجلته تدفع مليونين ونصف مليون فرنك ثمناً للرسالة على أن تحافظ عليها إذا اقتنتها حفظها للمقدسات، فرفض الأمير ذلك.
وفيما يلي صورة الرسالة:
السنة السابعة للهجرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة.
أما بعد فإنني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن واشهد أن عيسى بن مريم من روح الله وكلمته ألقاها إلى البتول الطاهرة