وحج ابنه بالسلطان خواجا علي بن موسى، وزار النبي - ص - وتوجه إلى بيت المقدس للزيارة، فتوفي هناك، وقبره معروف في القرن العاشر الهجري، وكانت ممن يعتقد فيه الصلاح ميرزا (شاه رخ بن تيمور الأعرج). فلما جلس الشيخ (جنيد بن خواجا بن علي) في الزاوية باردبيل كثر مريدوه واتباعه فخشيه صاحب آذربيجان السلطان (جهان شاه قرا يوسف) التركماني من طائفة (قراقوينلو) أي الخروف الأسود فأخرجهم من اردبيل فتوجه الشيخ جنيد مع بعض مريديه إلى ديار بكر وتفرق عنه الباقون، فالتجأ إلى طائفة (آق قوينلو) أي الخروف الأبيض فصاهره (أوزن حسن بك) وزوجه بنته (خديجه بينكم) فولدت له الشيخ (حيدراً) ولما استولى أوزن حسن على البلاد وطرد عنها ملوك (قراقوينلو) وأضعفهم عاد الشيخ جنيد مع ابنه الشيخ حيدر إلى اردبيل وكثر مريدوه واتباعه وتقوى باوزن حسن بك لأنه صهره فلما توفي حسن المذكور ولي موضعه السلطان خليل ستة
اشهر، ثم ابنه الثاني السلطان يعقوب فزوج بنته (حليمة بيكم) فولدت له شاه إسماعيل في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من رجب سنة اثنتين وتشعين وثمانمائة.
وكان الشيخ جنيد جمع طائفة من مريديه وقصد قتال كرجستان ليكون من المجاهدين في سبيل الله فتوهم منه شراً سلطان (سرنيوان) فخرج إلى قتاله فانكسر الشيخ جنيد وقتل وتفرق مريدوه، ثم اجتمعوا بعد مدة على الشيخ حيدر المذكور وحسنوا له الجهاد والغزو في حدود كرجستان وجعلوا لهم رماحاً من عيدان الشجر وركبوا في كل عود سناناً من حديد وتسلحوا بذلك وألبسهم الشيخ حيدر تيجاناً حمراً من الجوخ فسماهم الناس (قزلباش). وهو أول من البس اتباعه التيجان الحمر، فاجتمع إليه خلق كثير فأرسل (شروان شاه) إلى السلطان يعقوب بن أوزن حسن يخوفه خروج حيدر على هذه الضفة فأرسل أميراً من اسمه (سلمان) بأربعة آلاف نفر من العسكر وأمر أن يمنعهم من هذه الجمعية فما أطاعه حيدر فاتفق يعقوب مع شروان شاه وقاتلا