للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال محمد الباقر بن محمد تقي المجلسي المتوفى سنة (١١١١) هـ في كتابه (الرجال) وهو الرسالة الوجيزة: (وابن حمدان الحضيني ضعيف) أي ضعيف الإسناد. وابن مطهر الحلي أدرى من المجلسي في التوثيق والتجريح، وكان الحسين بن حمدان بث دعوته في جهات بغداد والبصرة فصادف عثرات جمة، واضطهده الحكام حتى اضطر إلى الفرار إلى سورية، فقدم دمشق واستأنف التبشير بمذهبه، فلم يوافق روح القوة الحاكمة هنالك، فالقوه في غيابة السجن وبقي مدة طويلة ثم تمكن من أغراء السجان بعقيدته فاستماله إلى مذهبه وفرا كلاهما إلى حلب. وكان ملكها سيف الدولة بن حمدان فلم يمهله إلاَّ قليلا حتى قبض عليه وسجنه، ثم عفا عنه واختصه لنفسه فألف له كتاب (الهداية) ومن مذهبه واوابده جواز ترك الحجوعدم جواز الصلاة إلاَّ وراء أحد من أبناء علي، واحدث تعاليم سرية يلقنها شيعته، ولا يباحون ذكرها لأحد غيرهم، وحرم اطلاع النساء على شيء من أوامر الدين ونواهيه.

توفي هذا الرجل في حلب بعد أن انتشر مذهبه انتشاراً هائلا خصوصاً في جبال حماة واللاذقية المسماة بجبال الكليبة وجبل العلويين وكان له اتباع في دمشق والشام ومدينة حماة وحلب والعراق، ولم يمت إلاَّ بعد أن قال بمقالته من يزيد عددهم على (٣٠٠) ألف إنسان. ولم تمت دعوته. بل بقيت إلى يومنا هذا.

والمعتقدون لمذهبه الآن في سورية وكبلكية زهاء نصف مليون نسمة وأما العلي اللهية فهم القلم حاجية والكاكائية، قال لي أحد المشتغلين بينهم في (طوز خورماتو): إنهم يرسلون شعورهم فلا يحلقونها ولا يقصرونها، وإذا ضنت عليهم السماء خرجوا للاستسقاء جميعاً بصرنايهم وطبولهم إلى الجبل وهناك

<<  <  ج: ص:  >  >>