قبل أن يستولي الجمود التام على أهل هذه الطريقة، خلف عدياً جماعة، قاموا مقامه، وتأثروا بمبدئه؛ وكانوا ممن يصلح للإرشاد، بخلاف ما هم عليه اليوم، فان الإمامة صارت
اليوم ارثية، وشملت الولاية الدينية والمدنية. يعتقد القوم في أمرائهم الرياسة العامة، ويعتبرونهم كأئمة، وهذه الرياسة أشبه بالخلافة والإمامة عند سائر الفرق الإسلامية، وقد حصل أميرهم سعيد بك ابن علي بك في هذه الأيام على تولية أوقاف الشيخ عدي وأقرنت بالإرادة الملكية المطاعة بتاريخ ١٥ آذار سنة ١٩٣١ الموافق ٦ ذي القعدة سنة ١٣٤٩ (راجع العدد ٩٦٤) بتاريخ ٢ نيسان سنة ١٩٣١ من الوقائع العراقية). وذلك بعد منازعة وقعت بينه وبين إسماعيل بك من أمرائهم أيضاً. وقد أوضح صاحب تاريخ الموصل الفاضل سليمان الصائغ هذه الرياسة، ولكنه أكب الإمارة شكلا والرياسة الدينية شكلا آخر؛ والصحيح أنهما في واحد ولكنها على ما يظهر تخويل في بادئ الأمر فانحصرت في بيت وهذا نص ما قاله بحروفه:
(يرأس الأمة اليزيدية جمعاء، أمير من شيعتهم، يسمونه أمير الشيخان الواقعة في شمال شرقي الموصل، على مسافة ٤٥ كيلو متراً، وأهم قرى الشيخان؛ قرية بيت عذري، الشهيرة في تاريخ الكلدان، حيث يقيم أميرهم. ولهذا الأمير سلطة مطلقة على اليزيدية، وتحت أمره أمراء ثانويون، يخضعون له، ويبلغون أوامره إلى جميع النواحي، ورئيسهم الديني الأعلى، هو الشيخ الأكبر، ويدعونه (بابا شيخ) وتحت يده جملة من الشيوخ يتلقون أوامره في متعلقات الدين، ينفذونها في الشعب كل في مركزه وناحيته وللشيخ الأكبر فقط حق التشريع في الأمور الدينية كتحديد الصوم والصلوات والتحريم إلى غير ذلك (كذا). ومن يتعد على أوامر الأمير الأكبر أو الشيخ الأكبر، يعرض نفسه إلى اشد القصاصات، وهو استباحة بيته وأمواله. وهاتان الرتبتان: الإمارة والمشيخة محصورتان في عائلتين، يتقلدها السلف عن