أقيم على قبريكما لست بارحاً ... طوال الليالي أو يجيب صداكما
جرى الموت مجرى اللحم والعظم منكما ... كأن الذي يسقي العقار سقاكما
فلو جعلت نفس لنفس وقاية ... لجدت بنفسي أن تكون فداكما
سأبكيكما طول الليالي وما الذي ... يرد على ذي عولة أن بكاكما؟
ووردت نسبته كذلك إلى قس في (١: ٣٦٩) من خزانة الأدب، ثم قال في ص ٣٧٣ (أورد أبو تمام في الحماسة هذه الأبيات على غير هذا النمط وقال: ذكروا أن رجلين من بني أسد خرجا إلى أصبهان فآخيا بها دهقاناً في موضع يقال له (راوند) فملت أحدهما، وبقي الآخر، والدهقان، يندمان قبره ويشربان كأسين ويصبان على قبره كأساً فمات الدهقان؛ فكان الأسدي ينادم قبريهما ويشرب قدحاً ويصب على قبريهما قدحين ويترنم بهذا الشعر: خليلي هبا طالما. . . وروى الأصبهاني بسنده إلى يعقوب بن السكيت أن هذا الشعر لعيسى بن قدامة الأسدي، قدم قاشان وله نديمان فماتا، فكان يجلس عند قبريهما، وهما براوند، بموضع يقال له (خزاق) فيشرب، ويصب، على القبرين، حتى يقضي وطره، ثم ينصرف وينشد، وهو يشرب، وروى ما رواه أبو تمام وزاد عليه) فالذي رواه أبو تمام:
ألم تعلما ما لي براوند كلها ... ولا بخزاق من صديق سواكما؟
أصب على قبريكما من مدامة ... فإلا تنالاها تروجناكما
جرى النوم بين الجلد واللحم منكما ... كأنكما ساقي العقار سقاكما
وزيادة الاصبهاني:
تحمل من يبقي العقول وغاروا ... أخالكما أشجاه ما قد شجاكما