للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولما كان الفاضل يقطع في أن الأبيات التي أوردها هي لنظمي، فلا مانع من أن تضاف إلى منظوماته، خصوصاً لأنها توافق زمن حياته، وكذا الوقائع التي نوه بها. وقد وجد في الوثيقة التي ذكرها بعض من ينتسب لمترجمنا. فهذه كلها مؤيدات جديدة لما جاء في مقالاتي السابقة.

وأن عدم مشاهدة أوليا جلبي له لا ينفي وجوده، وإنما هو في هذه الآونة أو ما يقاربها، اعتزل الأمور، وزهد، وأنقطع كما ذكر في ترجمة حاله. وعدم ذكر مرتضى وقائع السنتين، يفسر التزامه الاختصار، وعدم الأهمية لذكرها والضرورة الداعية. وقد فات

مرتضى أفق تفصيلات كثيرة لمراعاته الإيجاز. وهذه لا تدل على أنها لغير نظمي.

وهنا يذكر الفاضل بمراجعة كلشن خلفاء ويقابل بين القصيدة التي قدمها نظمي إلى حافظ أحمد باشا، والقصيدة التي أوردها كلشن شعراء، فيجد المطابقة الحرفية وأنهما قصيدة واحدة، ولكن لغة العرب لم تدرج المطلع، واكتفت بالتنويه والإشارة ولم تورد البيت لعجز المرتبين عن قراءة اللغة التركية. فهل يصح الاشتباه في أن نظمي غير والد مرتضى المذكور في كلشن خلفاء.

٨ - الذهاب إلى الرها أو الروم:

أن الترجمة المنقولة أثر وفاته، تصرح بأنه ذهب إلى الرها. وأن صاحب كلشن خلفاء أيد هذه الجهة. والروم هنا يقصد منها البلاد التي تحت حكم الروم أي الترك، وهذا لا يحدد بمنطقة دون أخرى، حتى أن العرف اللغوي يقطع بأن المراد بالروم الترك. وأن صاحب كلشن كرر لفظ روم في صحائف متعددة ويقصد منها الترك (راجع ص ١ الورقة ٧٣ وص ٢ الورقة ٧٤ وص ٢ الورقة ٧٢) وفي هذه الأخيرة قال:

(إن أكثر أصحاب الغيرة وأرباب الديانة - نظراً للأحوال التي سردها - اختاروا الهجرة إلى الروم، وأنهم رتعوا في النعم السلطانية. وكثير منهم نال المناصب الشريفة. . .) أهـ

ثم ذكر عن أبيه أنه اختفى بضعة أيام، ثم ترك سبده ولبده، وعاف أصحابه ودياره، وأبدل زيه، فاكتسى بكسوة درويش، مكشوف الرأس، وحافي القدم،

<<  <  ج: ص:  >  >>