للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجورا. وتصرف الناس في هذا الحديث وغيره مما يؤيده، ألا ترى الحافظ السني أبا نعيم الفضل دكين أخرج عن ثوبان قول النبي - ص -: (إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان، فأتوها ولو حبواُ على الثلج، فأن فيها خليفة الله المهدي) ولكن الناظر بعين الإنصاف، والمتبصر ببصيرة التحقيق يرى أن هذا الحديث من مولدات العباسيين. لا يجاب معونتهم على الناس لأن قوله: (حبواً على الثلج) يفرض عليهم استفراغ الطاقة، واستنفاد المجهود في النصرة والمسارعة، وإلا فقد جاءت راياتهم السود وانقرضت دولتهم. واخرج الروياني والطبراني وغيرهما:

(المهدي من ولدي، وجهه كالكوب الدري، اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي (أي طويل)، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورا. وعن ابن شيرويه: (كالقمر الدري) وزيادة (يرضى بخلافته أخل السموات والأرض، والطير في الجو، يملك عشر سنين).

والتعميم الغالب في هذه الأحاديث، قد فتح باب اجتهاد لكثير من السادة العلوية وأدعياء النسب العلوي في الثورة على دولة زمانهم، وحجة كل ثائر أنه صاحب الزمان، والقائم المنتظر، فاختلط الصادق بالكاذب، وافسد الكثير من أرض الله، بدالة المهدوية، وافتيات المصلحية. ومن هؤلاء هذا المهدي المشعشع وخلفاؤه ولكنه ليس بمهدي.

والمشعشعيون الذين علونا مقالتنا باسمهم منسوب إلى (المشعشع) اسم فاعل من (شعشع نوره) أي انتشر وسطع وهو مبالغة من (شع) أي انتشر واتسع، والعامة بالعراق اليوم تطلق لفظ (المشعشع) على كل خفيف ومتحرك غر، للاحتقار والاستخفاف، ولكنهم يلفظونه باسم المفعول، يقولن ذلك كما يقولون لكل كريم جواد (برمكي) ولكل نظيف وضاء (نازوكي) نسبة إلى البرامكة ونازوك. ولعله لقب بالمشعشع موافقة لما في الحديث المتقدم من أن وجهه كالكوكب الدري، فمن صفات المهدي الشعشعة.

وذكر محمد باقر الخونساري في ترجمة الشيخ احمد بن فهد الحلي المتوفى سنة (٨٤١) أن من تلامذته السيد محمد بن فلاح بن محمد الموسوي الحسيني. وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>