للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ذلك، ولا جاء خبر صحيح عن النبي (ص) بإسناد صحيح، ولا ضعيف. فلا يحتاج بها في أصول الدين. فأن كان قد قالها الوعاظ أو المصنفون في الرقائق أو بعض من ينقل في التفسير من الإسرائيليات مما لا اصل له، فلا يعتبر ذلك ولا يحتج به. فإذا أضيف إلى ذلك ما تستر به غلاة المتصوفة وزنادقة الإسلام كان ما تمكنوا به إفساد عقيدتهم بالتسويلات المذكورة، وبالجهل. وقد صرح ابن تيمية أن هذه العقيدة منقولة عن الأكراد بسبب الجهل ويقصد بالأكراد هنا اليزيدية. (راجع: ج ٢ من منهاج السنة) وإلا فالآيات المعارضة كثيرة منها:

١: كان من الجن ففسق - ٢: إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين - ٣: اخرج منها فإنك رجيم - ٤: وان عليك لعنتي إلى يوم الدين.

إلى آخر ما جاء منها.

٩ - عقيدة المعتزلة والقدرية (الفرقة الشيطانية):

ولا يعلق بالأذهان أن هؤلاء اليزيدية قد اقتبسوا عقيدتهم من المعتزلة والقدرية: لما يشاهد من النصوص الموهمة، لأن هؤلاء صوفية لا ينكرون في شيء فعل لغير الله تعالى، فهم أقرب إلى الجبر والتفويض بخلاف أولئك.

قال في (التمهيد):

(قالت المعتزلة والقدرية: إن الخير من الله والشر من العباد. وقال بعضهم أن الله خلق إبليس وإبليس خلق البشر. وقال بعضهم أن الله تعالى خلق العباد والعبد خلق الشر. وقال بعضهم: إن الله ما خلق إبليس، لأنا لو قلنا بأن الله تعالى خلق إبليس يؤدي إلى إثبات الشر من الله تعالى. لأن إبليس خلق الكفر والشر، والله خلق إبليس فصار كأنه خلق الشر وأراده. وهذا لا يجوز.

وهؤلاء القوم من القدرية تسمى (الشيطانية). وهذا هو المذهب عند المجوس بعينه. وهذا كفر. ولهذا المعنى قال النبي (ص): القدرية مجوس أمتي. لأن إبليس لو لم يكن مخلوقاً لكان قديماً، فيكون في إثبات الشركة مع الله، وهذا كفر. . .) أهـ.

وهذا النص وأمثاله كثير يؤيد أن لا علاقة لهؤلاء اليزيدية به. وأصل العقيدة هو الموضح للتقلبات والتطورات.

<<  <  ج: ص:  >  >>