للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال خلف هضماً لنفسه: (وأنا لست بفارس هذا الميدان) فقال: (بل أنت أحق الناس به) قال السيد خلف: (فقبلت التماسه، ولما رجعت إلى الوطن (الحويزة) لم يكن لي هم إلا ذلك) ثم شرحه ولما أتمه بعث بنسخة منه إليه فأعجب بها كل الإعجاب وكانت عنده في خزانته إلى أن توفي، فانتقلت إلى ورثته وقد طلبت نسختها الأكابر إلى السيد خلف وانتسخوها وأسم الشرح: (مظهر الغرائب).

وقد سلب البصر بجفاء أخيه وازداد نور بصيرته، وكان زاهداً مرتاضاً يأكل الجشب ويلبس الخشن اقتداءاً بسيرة آبائه، وكانت عبادته يضرب بها المثل وكان كثير الصيام لم يفته صوم، ولا صلاة نافلة، ولا ختم كلام الله في ليالي الجمعات (قبل أيام عماه) ومع هذا كان من أشجع أهل زمانه وأشدهم بأساً وأسدهم عزماً وأقواهم قلباً. وبعدما توفي رثاه السيد شهاب الدين ابن معتوق (المتوفى بالفالج يوم الأحد ١٤ شوال سنة ١٠٨٧ هـ وله (٦٢) سنة) بقصيدة رائية صارع بها قصيدة أبي تمام في (محمد بن حميد الطائي) وكانت وفاته سنة (١٠٧٤) هـ ومن مرثيته:

مضى خلف الأبرار والسيد الطهر ... فصدر العلى من قلبه بعده صفر

وغيب منه في الثرى نير الهدى ... فغارت ذكاء الدين وأنكسف البدر

هو الماجد الوهاب ما في يمينه ... هو العابد الأواب والشفع والوتر

هو الحر يوم الحرب تثني حرابه ... عليه وفي المحراب يعرفه الذكر

فتى يورد الهندي وهو حديدة ... ويصدق فيه وهو من علق تبر

يعز على المختار والصنو رزؤه ... لعلمهما في انه الولد البر

أجل بني المهدي، لو انه ادعى ... وقال: أنا المهدي وأزره الخضر

فمن لليتامى والأرامل بعده ... وممن نرجي النفع أن مسنا الضر

لئن سلمت أبناؤه وبنوهم ... فويل العدى وليفرح الذئب والنسر

كأن (علياً) بينهم بدر أربع ... وعشر أضاءت حوله أنجم زهر

<<  <  ج: ص:  >  >>