للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكانت بعض تلك الكتابات محفورة حفراً غير متقن على ظاهر الإناء، ومنها ما كان قد اعتني بكتابته اعتناءً فائقاً. كالإناء المصنوع من حجر الفرفير، فانه آية في الإبداع

والإتقان، وعلى ظاهره وفي باطنه نقوش كتابة بديعة. وقد حفر على كثير من تلك الظروف والأوعية كلمة واحدة هي (إي سار). وفي بعضها وردت كلمة هيكل بعدها لفظة أخرى معناها: (وقف لآي سار).

ولم يرد ذكر اسم آلهة المحل على شظايا الآنية، بيد أن اسم (دنجير مخ) أحد الآلهة الذي عبد في بسمى ظهر على صفائح الشظايا ووجدت طائفة من الأوعية مخطوطاً عليها كتابة أطول من الأولى كان قدمها للهيكل (بركي) ملك كيش.

كانت الشظايا المحفورة كثيرة جداً، وكانت صورها بديعة وعديدة، وشكلها أبسط من الشظايا الآنفة الذكر المكتوبة، والخالية من الكتابة، والحجر الذي نحتت منه كان رخواً وبينها وجدت شظية عليها صورة برج هيكل، وتعد فريدة في نوعها وقد سبق وصفها. وأخرى من حجر أزرق كان عليها صور تنانين وغيرها عليها صورة أوراق شجر غضة موضونة أي قائمة الواحدة منها فوق الأخرى. وملتفة التفافاً يظنها الناظر إليها ورقة واحدة. ومن الأواني ما كان عليها خطوط متوازية وأحدها قطع من إناء ملصق بالقار وهو ذو شكل بديع.

إن أنفس شظايا الأوعية التي أصابها النقابون في خزانة ردم الهيكل، كان منقوشاً ومرصعاً بنقوش بديعة مبهجة، والإناء الذي يستحق أن يصف في مصاف أعلى وأثمن كنوز الآثار المكتشفة في تلك الخزانة الإناء الحجري الأزرق الذي يكاد يكون قائماً وقد بلغ اثنين وعشرين سنتيمتراً في قطر دائرته. أما ارتفاعه لم يتحقق لأن شظاياه كانت مثلمة الأطراف، وقد ركبت شظيتان من شظاياه فظهر عليهما نقش بارز يمثل عشر صور: خمس منها تري موكباً على طرف جبل، وكانت تلك الصور مكشوفة في أعلى صدرها إلى حقويها ويستر عوراتها نقبة (تنورة) تبلغ الركبتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>