للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل ما شابهه في الماضي. فعند انبثاق الفجر تجمعت الجنود كلها في المكان المعد لها في الفضاء المتسع المقابل لتربة الشيخ عمر السهروردي؛ ثم اجتمعت هناك طلبة المكاتب والمدارس على اختلاف مللها ونحلها؛ ومذاهبها واجتمع من الخلق من سكان الحاضرة وجوارها ما يربو على مائة ألف نسمة. وهو أمر ليس بطفيف. ومما زاد رونق العيد أن شيوخ أعراب ولاية بغداد مع جماعة من كل قبيلة وعشيرة شهدوا تلك الحفلة واشتركوا مع الجنود في العرض وكانوا على جيادهم العراب شاكي السلاح وبلغ عددهم ١٥٠٠ مع الشيوخ

ابتدأت الحفلة في الساعة السادسة زوالية وانتهت بعد ساعتين. فأبقت في الفكر ذكراً لا يمحى.

٢ - خلع لمشايخ الأعراب

كانت الولاية قد دعت رؤساء القبائل الموجودين في الولاية وأطرافها ليشتركوا بعيد الأمة العثمانية، فأتوا ملبين أمر الوالي. وفي يوم الاثنين ٢٢ تموز ليلة عيد الامة، اجتمع روساء القبائل وشيوخها قبل غروب الشمس بساعتين ونصف، في الخيام المعدة لهم بجوار المعسكر، فخلع عليهم الوالي ألبسة بحضور أماثل المدينة من وطنيين وأجانب. وكان عدد الشيوخ ١٥٠. وكان اللباس عبارة عن عباءة وكوفية وعقال مقسومة إلى ثلاثة أصناف: فاخر، وجيد، ومتوسط. فوزع كل صنف على الرئيس المناسب له من شيخ كبير، ووسط، وصغير.

٣ - تدشين سكة حديد بغداد

صباح نهار السبت ٢٧ تموز، كان الاحتفال بوضع الحجر الأول لسكة حديد بغداد في جانب الكرخ بقرب السن. وقد دعا رئيس الأشغال وهو مايستر باشا الألماني، والي الولاية، وآمر الموقع، وسراة الوطنيين والاجانب، إلى الاشتراك بوضع الحجر الأول. وكان عدد المهندسين الموجودين أربعين من أمم مختلفة وكلهم من المشتغلين بالسكة إلا أن

اغلبهم ألمانيون.

٤ - تكاثر السكان في بغداد وغلاء المعيشة

تكاثر الخلق في بغداد منذ إعلان الدستور، لكنهم زادوا زيادة فاحشة في هذه السنة، وكثر الأجانب في هذه الولاية حتى ارتقت جميع الأطعمة لا سيما

<<  <  ج: ص:  >  >>