للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلوم النظرية التي يكون مدركها الفكر فمن يصبح ساقطة لغته، لا يلزم أن يكون ساقطاً فكره وهما على هذه البينونة والمسائل اللغوية لا دخل لها في العقل، وفي ضعف العقل، وقوله، ورقيه، وانحطاطه وهؤلاء إخواننا المتعلمون في غير بلادنا، لا يملك كثير منهم أن ينطق بلغته فوق أن يغلط فيها مع أنهم على جانب من العلم والمعرفة وقد ترقت أفكارهم كما يقولون ومثل قوله، وهو يريد الفصحاء من الكتاب واللغويين: (فيتتبعون حركات صحافينا ويقفون لهم بالمرصاد) وقد نعلم نحن أن تتبع حركات الناس ليس من شان الفصحاء ولا هو وظيفة علماء النقد بل وظيفة رجال الضبط والشرطة وموظفي السلطان)

هذا وقد جاء في آخر مقالته وهو يستنهض علماء اللغة وحماتها القيمين عليها قوله: (ويجبرون الجاهلين منا بأسرار اللغة وغير الملمين بها على أن يتركوا طاولة التحرير) أنا لا اعرف بصيراً في لغة الفصحاء يركن إلى هذا التأليف الضعيف المغلوط فعسى أن ينصف الكاتب نفسه فيترك (طاولة) التحرير كما قال فأن في الآثار النافعة قولهم: رحم الله امرءاً عرف قدره ولم يتعد طوره. فإذا فعل ذلك دلنا على كرم أخلاق وسعة صدر وحبّ للحق ورضاً في النقد ثم له بعد ذلك أن يحرز ملكة الإنشاء

<<  <  ج: ص:  >  >>