للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلما وجده مخطئاً فيه أشار إلى وهمه من طرف خفي في غاية الأدب والمجاملة.

وقد ختم المؤلف هذا البحث بخاتمة هي آية في الوضوح والجلاء وفي صدرها هذه الألفاظ: (لقد حصحص الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً. وقد ثبت على كل حال أن الطائفة المارونية منذ القرن الثاني عشر أو أواخره على الأكثر قد تربعوا في حضن كنيسة رومية ودخلوا حظيرها المقدس وانضموا إلى غنم رعيتها وأخذوا يسمعون صوت راعيها الأسمى. .) فأنت ترى خلو صدر هذا الكاتب الضليع من كل غاية أو غرض أو تحزب بخلاف بعض من ينتمون إلى طائفتنا هذه فأنك إن استنزلتهم إلى هذا الميدان نزعوا

عنهم للحال كل ما يؤدي بهم إلى معرفة الحق والاهتداء إلى منبعث النور ومنبثق أشعة الصدق. واندفعوا إلى المقارعة بعين تقدح الشرر، وبصدر أضيق من خرت الإبرة. وهم قد ركبوا رأسهم لا تراهم يلوون إلى منعطف ولا يتقون المهاوي التي تحفرها أيديهم المتلطخة بأقذار القذيعة والإفك ولا يتحرجون من ركوب مطايا الضلال وأحرن دواب النفاق والتدليس.

ولهذا فإننا نشكر كل الشكر صاحب هذا السفر الجليل على ما تحف أبناء العربية. ونتمنى لمصنفه هذا الرواج الصادق.

إلا أننا كنا نود أن ينزه الكاتب سفره مما دسه مصححو المسودات أو المنضدون من الأغلاط مثل ذلك ما ورد في ص ١ في قوله: أما علماء الموارنة فهم حريصون أشد الحرص. . وحريص لا يجمع جمعاً سالماً بل بكير على حراص (وزان رمان) وحرصاء وحراص (وزان كتاب) وجاء في ص ٢: مأخوذة عن تقاليد هذه الأمة من وجه التواتر بالرغم عما يعتورها من الخلل. فقوله بالرغم عما. . . من التعبير الإفرنجي وهو وإن كان له وجه في العربية إلا أن الفصحاء يتحاشونه ويقولون: على ما يعتورها أو مع ما يعتورها. أو نحو ذلك. وورد في ص ٣: والعناية في تعريفها. . . والأفصح: والعناية بتعريفها. لأن فعل عني بالشيء وما يشتق منه يتعدى بالباء لا بفي. وإن كان يجوز ذلك من باب التضمين أو من باب التخريج والتوجيه. ومن هذا القبيل ما وقع في ص ٤ فقد جاء هناك ما هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>